فنان سوري يحفظ التاريخ بمجسمات مصغرة
الآثار القديمة مثل الرحى والمهباش والبابور وغيرها لا نستطيع رؤيتها في الوقت الحالي، إلا من خلال المسلسلات التلفزيونية، التي تتناول حقبة ماضية من التاريخ، وفي بعض البلاد نرى هذه الأدوات الثمينة المنقرضة في المتاحف فقط، ولكن الفنان السوري متعب سليمان قرر أن يجعلها قريبة من اليد والعين، وذلك بصنع مجسمات مصغرة لهذه الأدوات، بحيث يمكن لأي شخص أن يجمعها فوق أحد رفوف صالة منزله، ويعرف أبناءه من الجيل الجديد عن فائدة كل مجسم ولِما كان يستخدم، فالرحى كانت تطحن الحبوب، والبابور هو وسيلة طهي الطعام، والمهباش لطحن القهوة العربية، وهكذا يستمر متعب سليمان في هوايته لكي يسر نظر كل من يرى دقة صنع يديه ومهارة تجسيمه لهذه الأدوات التي استبدلت بالأجهزة الحديثة في بيوتنا.
فن التصغير
متعب سليمان هو فنان سوري، من مدينة النبك، وقد ترك الدراسة مبكراً، واتجه لممارسة الرسم والفنون التشكيلية من باب الموهبة، وقد تعرف على فن التصغير، وصنع المجسمات من خلال مواقع الإنترنت، فأحب هذا الفن وبدأ يمارسه، وأول مجسم قام بتنفيذه هو «عدة المتة» والمتة مشروب مشهور في مدينة النبك، ولاقى ذاك المجسم إعجاب كل من رآه، لينطلق بعد ذلك في عالم صنع المجسمات المصغرة.
إعادة التدوير
اعتاد الفنان سليمان أن يستفيد من بعض الأدوات التالفة مثل علب المياه الغازية الفارغة وأعواد الجيلاتي «الآيس كريم»، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الكهربية التالفة، فهو يعمل على إعادة تدويرها لتصبح مواد خام تدخل في صناعة مجسماته الصغيرة، فكان فنه علاوة على تميزه الإبداعي صديقاً للبيئة.
حلمه
يعتبر متعب سليمان أن مجسم الدراجة الهوائية الذي صممه، هو أجمل ما قام به، واستغرق في إعداده قرابة 25 يوماً، وقد كان حلمه منذ صغره أن يمتلك مجسماً صغيراً يوضع في راحة اليد للدراجة الهوائية.
واليوم يحلم متعب سليمان بأن تعود لسوريا الوطن أمجادها، لكي يعود إليها، ويوسع عمله، ويفتتح معهداً متخصصاً لتعليم المصغرات، فهو لا زال يعمل بجهوده الذاتية، وعلى نطاق ضيق، ولا يستطيع أن يفتتح ورشة متكاملة بسبب الأوضاع المعيشية التي يعيشها اللاجئون السوريون.