مترو باريس الأسوأ عالمياً بالنسبة للمعاقين!

أشارت دراسة فرنسية حول مدى تأقلم وسائل النقل العمومية في مختلف العواصم العالمية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن مترو الأنفاق في باريس يعد أسوأ وسائل التنقل على الإطلاق بالنسبة للمعاقين. فمن بين 303 محطات مترو في العاصمة الفرنسية، هناك تسع محطات فقط مزودة بممرات وسلالم آلية تسمح للمعاقين بالتنقل بسهولة بين مختلف محطاته وخطوطه التي يبلغ التي طولها ما يقارب 220 كيلومتراً.
أشارت الدراسة إلى أن السلطات الفرنسية تولي اهتماماً متزايداً للعناية بفئة المعاقين وإيجاد حلول لمشاكل تنقلاتهم في مترو باريس، وذلك من خلال تجديد بعض المحطات وتوسعتها، بما يتناسب مع حجم الكراسي المتحركة للمعاقين، والسعي لتمكين ذوي الإعاقات من التنقل دون مساعدة الآخرين، عبر تزويد قطارات المترو بأبواب تفتح بطريقة أوتوماتيكياً، ولا تحتاج إلى الضغط على الزر لفتحها. إلا أن كل هذه المجهودات لا تزال غير كافية، مقارنة بتعداد الأشخاص المعاقين الذي يقطنون في العاصمة الفرنسية.
تبرير
برّرت «هيئة النقل الباريسية» RATP هذا النقص في التجهيزات الخاصة بالمعاقين بصعوبة تجديد بعض محطات المترو الباريسية لملاءمتها مع احتياجات المعاقين؛ لأن هندسة هذه المحطات ضيقة جداً، ولا تسمح بتوسعتها أو إدخال تعديلات عليها. لهذه الأسباب قالت الهيئة إنها عملت على تعويض هذه العقبات التي تعترض تنقلات المعاقين في باريس، من خلال تزويد حافلات النقل العمومي داخل باريس بآليات تسمح للمعاقين بالصعود والنزول بسهولة، فضلاً عن تخصيص مساحات واسعة تسمح لهم بركن كراسيهم المتحركة داخل الحافلات، بحيث يشعرون بالراحة والاطمئنان خلال تنقلاتهم.
برشلونة الأفضل
رغم كون مترو لندن أقدم بكثير من مترو باريس، إلا وضعه أحسن بكثير فيما يتعلق بالتأقلم مع احتياجات المعاقين. فمن بين 270 محطة لندنية، هناك خمسون محطة مزودة بممرات وسلالم تسهل للمعاقين التنقل بسهولة كسائر المسافرين الآخرين.
أما مترو برشلونة، فقد اعتبر الأفضل أوروبا حيث تم تزويد 129 محطة من مجموع 156 محطة برشلونة بالمرافق الملائمة للمعاقين. وأشادت الدراسة بهذه الجهود، فبالرغم من الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسبانيا، مقارنة بفرنسا وبريطانيا، إلا أن ذلك لم يمنعها من منح الأولية للتكفل بالمعاقين وتسهيل إدماجهم اجتماعياً.
متطلباتهم
ختمت الدراسة بأن مترو الأنفاق في كل من واشنطن ولوس انجلوس يحصلان على المرتبة الأولى عالمياً، حيث زودت خطوط وقطارات المترو في هاتين المدينتين بأكملها بممرات وسلالم ومصاعد كهربائية، تتماشى مع متطلبات المعاقين لتسهل عليهم التنقل بسهولة داخل القطارات وفي أروقة المحطات.
وبالرغم من الانتقادات التي وجهتها هذه الدراسة إلى مترو باريس الذي صنفته الأسوأ عالميا بالنسبة للمعاقين، إلا أنها أشادت بأنه يضم عدداً من أجمل المحطات التي تتميز بهندسة معمارية مستوحاة من معمار «الحقبة الجميلة» التي واكبت عصر النهضة الأوروبي.