لماذا يعض الفائزون في الأولمبياد على ميدالياتهم؟!
أولاً، يجب أن تعرف أنَّ هناك حقيقة متعارف عليها حول ميداليات الأولمبياد، وهي أنَّ آخر مرَّة تم تسليم ميداليات مصنوعة من الذهب الخالص كانت في أولمبياد ستوكهولم، السويد عام 1912م. أما بعد ذلك العام، فقد اختلف الأمر تماماً. فبحسب CNN، فتبلغ اليوم نسبة الفضة في الميداليات الذهبيَّة 494 غراماً، و6 غرامات فقط من الذهب.
لكن.. لماذا العض تحديداً؟
السبب هو أنَّ أحد الأساليب القديمة في الكشف عن نقاء المعدن هو عن طريق غرس أسنانك به، لأنَّ الذهب يصنف من المعادن اللينة. فلو كان الذهب نقياً تماماً، ستتمكن من رؤية آثار أسنانك فوقه. أما في حال كان المعدن غير نقي، أو كان مثلاً مطلياً، فسوف تكشط أسنانك الطلاء الذهبي ويظهر لك من تحته معدن آخر كالرصاص على سبيل المثال.
وذلك يثير سؤالاً آخر.. ما الذي يدفع الفائزين اليوم إلى عض ميدالياتهم، مع أنَّهم يعلمون يقيناً أنَّها ليست مصنوعة من الذهب الخالص، إلى درجة أنَّ أحد الفائزين عام 2010 كسر ضرسه عند عضه لميداليته؟!
الأمر يعود إلى أسباب عديدة، أبرزها أنَّ التقاليد لا تندثر بسهولة. وقيل حول الأسباب الأخرى أنَّها تتعلق بأنَّ جو الأولمبياد تنافسي يسوده التوتر والقلق، فيبحث المصورون عن صور طريفة ومثيرة للانتباه، ووضحت News NBC تفسيراً لذلك: الأمر سهل جداً، المصورون يصرخون، عضوا الميداليَّة! انظروا إلى هنا، عضوا! فيبدو أنَّ عضة واحدة كفيلة بإضفاء المرح ومساعدة اللاعبين على الاسترخاء قليلاً، وإمداد الإعلام ببعض اللقطات أثناء احتفالهم بالفوز.
قيمة الميداليات الذهبيَّة
وعلى الرغم من أنَّ الظاهر من قيمة الميداليات من الناحية الماديَّة قد يكون مخيباً للآمال، إلا أنَّ هناك ما يثبت عكس ذلك. فقد بيعت ميداليَّة ذهبيَّة منذ عام 1980م التي حصل عليها فريق هوكي أميركي، بقيمة 300 ألف دولار، فيما أنَّ ميداليَّة جيسي أوينز الذهبيَّة من عام 1936 من أولمبياد برلين، بيعت ب1.4 مليون دولار عام 2013.
وبحسب صحيفة Huffington post فإنَّ قيمة الميداليات في أولمبياد «ريو» 2016 تقدر ب508.42 دولار أميركي. فالميداليَّة وحدها لا تجلب الثروة، لكن الشهرة بعد الأولمبياد هي التي تصنع ذلك. وعلى كل حال، فإنَّ الثروة الحقيقيَّة تكمن في خوض هذه المنافسة الرياضيَّة الشريفة بكل ما فيها.