ماجدة دنديس أول سائقة باص عمومي في القدس
«يتعمد الركاب النزول من الباب الأمامي للباص لكي يشكروني ويشجعوني»، بهذه العبارة عبّرت ماجدة دنديس عن سعادتها بعملها كأول سائقة باص عمومي في القدس، حيث تعمل منذ حوالي شهرين على خط القدس «شعفاط» – بيت حنينا، حتى حاجز قلنديا، أما سعادتها الكبرى فهي ما عبّرت عنه إحدى الراكبات بأنها اختارت الحافلة التي تقودها ماجدة، رغم أنها لا توصلها لمنزلها، وبأنها نزلت قبل منزلها بمسافة، وأكملت طريقها سيرًا على الأقدام، وكانت سعيدة بذلك؛ لأنها تريد أن تشجع ماجدة، التي يجب أن تصبح نموذجًا للنساء المؤمنات بقدراتهن رغم نظرة المجتمع.
بدأ الأمر كحلم وأمنية، حيث طالما سألت نفسها: ماذا سيحدث لو أصبحت سائقة لهذه الحافلة الضخمة؟ وهذا السؤال الذي كانت تطرحه ماجدة على نفسها، عندما تتنقل في المواصلات العامة، وتتوقع ردة فعل سيئة من المواطنين، سواء كانوا من أهلها وأقاربها، أو الركاب الذين ستقود بهم الحافلة، ولكنها لقيت كل ترحيب حين انخرطت بهذا العمل، وهي أمّ لطفلين، وتلقى التشجيع الأول والأكبر من زوجها وشريك حياتها الكاتب جمال القواسمي، والذي رحب بعملها؛ لأنه من اختيارها، ويرى أن المرأة القائدة تتحلى بالصبر والأناة والحنكة وطول البال، وأقل عصبية من السائق الرجل، ولذلك فالركاب سيشعرون بالراحة والطمأنينة معها.
بعد أن أنهت ماجدة دنديس الصف الثاني عشر، عملت كمرشدة لشباب وصبايا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى مدى 17 سنة، حتى قررت أن تُعرب لزوجها عن حلمها وشجّعها عليه، ولكن التدريب على قيادة الحافلة «الباص» استغرق منها حوالي عامين، ما بين التعليم النظري والعملي، حتى أصبحت جاهزة لتولي قيادة المركبة العملاقة، ولا تنسى ماجدة فضل زوجها ووقوفه إلى جوارها أثناء فترة التعليم على قيادة الباص، حيث كان يعتني بالصغيرين في فترة غيابها عن البيت، ويتقاسم معها الأعمال المنزلية بكل رضا وحب.
يبدأ دوام السائقة ماجدة من الساعة السادسة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، وترى أنها مهنة مثل أي مهنة تعمل بها المرأة؛ من أجل إثبات نفسها والحصول على دخل يدعم عائلتها، وهي تؤكد استمرارها في هذا العمل الذي تخلت عنه سائقة سابقة بعد يوم واحد فقط من العمل على نفس الخط.