أن الحياة بجد هي مكان فرز والآخرة مكان دفع الحساب، أيًا كان الحساب حجم إرادتك هو اللي بيخليك تقاوم ما تحب، وتتحمل ما تكره، تصر على الأمل وقت الناس متنشر اليأس حواليك، تصمم على الاحترام وقت ما يزول الإبتزال، تتحامى في الوعي وقت ما ينتشرالتغييب والتضليل، تصر على المعرفة لما يعم الجهل، تتمسك بالمنطق وقت ما يسود العبث، دا صعب؟ طبعًا صعب، مكلف وله تمن؟ يووه محكيلكوش أكيد وتمنه دموع ومشقة ومجابهة أفكار عشوائية، يتحكم فيها الغوغاء أو أصحاب المصالح أو جماعات الضغط وعشان كدا الإرادة مهمة، الإرادة حياة، لكن في نفس الوقت الإرادة دي محتاجة سلاح مهم أوي أسمه “الإيمان” يا طيبين.
اللي يقوي إرادتي وقت الاختيار، وقت الأزمة، وقت الشدة هو إيماني الحقيقي باللي أنا بتكلم عنه، قبل ما أتحط في الاختبار أو الأزمة أو الشدة، إيماني باللي بقوله وأعلنه هو اللي بيمنح إرادتي العزم، أو الشد أو الضعف والتراجع، بمجرد ما أتحط في الموقف، بمجرد ما أتحطيت في الاختبار بمجرد ما أتعرضت لمبدأ الفرز، اللي قال عليه دكتور مصطفى محمود، أيه اللي يخلي نوح يثبت في وش السخرية والتطاول وهو بيبني سفينة وسط صحراء ومفيش حواليه ولا نقطة ميه، أيه اللي يخلي هاجر تثبت في صحراء مفيهاش مخلوق هي وأبنها وجوزها النبي إبراهيم بيسيبهم، أيه اللي يخلي مرم تتحمل كل آلام الاختبار اللي تتحط فيه وسط أهلها وهي راجعه لهم بوليد، أيه اللي يخلي إسماعيل يسلم رقبته لأبوه عشان يدبحها، أيه اللي يخلي أي واحد فينا في أزمة أو اختبار متيقن إن مع العسر يسر مش بعديه، الإجابة ببساطة هي الإيمان يا سادة، الإيمان باللي أنت مصدقه