مصر مش تونس في 2016 – الفقرة 20 من أصل 22

عندما تم إرسالي لأستجوبه كانت قد تمت تعريته من كل شيء باستثناء ملابسه الداخلية، ويديه خلف ظهره وكيس رمل يغطي رأسه حقيقة لم أشاهد أبدا وجه هذا الرجل وظيفتي كانت أن آخذ ذلك الكرسي المعدني وأن أقوم بتحطيمه بالحائط بجانب رأس الرجل كان يقف مقابل الجدار، بينما انفه ملاصق للحائط، حينما يقوم زميلي الجندي بسؤاله نفس الأسئلة وتكرارها مرارا مهما كانت إجابته، وظيفتي كانت أن أضرب الكرسي بالجدار، فعلنا هذا حتى أصبنا بالتعب وقد تم إبلاغي أيضا أن أتأكد من إيقافه واقفا وجهه للجدار لأطول فترة ممكنة، كنت أحرس السجين ووظيفتي كانت التأكد من بقاءه واقفا لكن لاحظت أن هناك مشكلة في ساقه وأنه جريح لذا بقي كأنه سيسقط على الأرض، وكان الرقيب المسؤول عني يأتي ويخبرني أن أوقفه وأجبره على البقاء واقفا على قدميه؛ لذا كان على أن أرفعه وأضعه مواجها للحائط و أستمر يسقط وعلي أن أستمر برفعه ووضعه أمام الحائط، جاء رقيبي يتجول وغضب مني لأني لم أستمر على إجباره على الوقوف، قام برفعه وضربه بالجدار بقوة عدة مرات ثم غادر وعندما سقط الرجل مرة أخرى على الأرض لاحظت أن دمه يسيل من تحت كيس الرأس لذا تركته يجلس ثم لاحظت قدوم رقيبي مرة أخرى كنت سأقول له أن يقف بسرعة أدركت بأنني من المفترض أن أحرس وحدتي من هذا السجين، وفى تلك اللحظة أدركت أنني أقوم بحراسة السجين من وحدتي، حاولت جاهدا أن أكون فخورا بخدمتي لكن كل ما أشعر به هو العار، العنصرية لم تعد قادرة على إخفاء الوجه الحقيقي للاحتلال هؤلاء كانوا أناسا هؤلاء كانوا بشرا، منذ ذلك الحين وأنا أشعر بالذنب في كل

m2pack.biz