حكايات الكونتيس دي سيجور 2 – 7

حكايات الكونتيس دي سيجور 2 - 7
حكايات الكونتيس دي سيجور 2 – 7

حكايات الكونتيس دي سيجور 2 – 7

كان الكونت قد نقل أسرته إلى فور وتوفو التي لا تبعد كثيراً عن موسكو، وهناك في قصره الفخم، كانت هناك فتاة صغيرة تنتظر أباها الحاكم بفروغ الصبر، كانوا يدللونها في محيط الأسرة باسم صوفا ليتا، وكان مقدراً لها أن تصبح كاتبة موهوبة لأدب الأطفال، تلك هي الكونتيس دي سيجور، وبالرغم من لقب الكونتيس، وكونها أبنة حاكم، إلا أن صوفي الشابة، لم تتذوق شيئاً من طعم الحياة الرغدة الرافهة، كان والداها ينشدان لها تعليماً صارماً، يليق بالنبالة الروسية في ذلك العصر، كان السوط في ذلك العهد، وهو عهد ليس ببعيد، يقوم مقام النظريات التربوية السائدة في عصرنا الحديث، ويبدو أن الكونت فيدوروه ستتبوشين الرهيب، كان له من تعليمه وجهة نظر غريبة، كان لايهتم بالتفرقة بن طريقته في تدريب جنوده، وبين طريقته في تربية الفتيات المرهفات، كانت صوفي تجبر على ارتداء أخف الملابس، حتى في أقصى الأجواء برودة، وكان فراشها ضيقاً صلباً بدرجة كبيرة، هذا، وككل فتاة من فتيات النبلاء، كانت صوفي تتكلم الفرنسية، كما تتكلم الروسية.

عندما كانت موسكو تحترق يوم 14 سبتمبر من عام 1817، كانت صوفي في الثالثة عشرة من عمرها تماماً، كان جو الحرب والفزع يسود بلادها في ذلك الوقت، ولا شك في أنه أقلق لمراهقة الشابة، وهي ترى منازل طفولتها تأتي عليها النيران بفعل أبيها.

وبعد أن أشعل الكونت روست وتشين النار في قصره في فور وتوفو، ترك عند أقرب مداخل المدينة، رسالة وجهها للعدو قال فيها: “. إن سكان هذه القرية البالغ عددهم 1720 نسمة يهجرونها عند اقترابكم، بينما قمت بإشعال النار في منزلي، وبمحض إرادتي، لكيلا تدنه أقدامكم.”

m2pack.biz