حكايات الكونتيس دي سيجور 4 – 7
وعندما بلغت صوفي أخيراً الثامنة عشرة، لحقت هي وباقي الأسرة بأبيها في باريس، وهكذا غادرت غابات السندر، والمراعي الجميلة، لتجد نفسها في أحضان باريس الصاخبة، وأرصفة السين المزدحمة،وجموع الفضوليين الذين يتطلعون إلى معروضات الحوانيت، فضلاًعن حدائقها الرائعة، وخاصة حديقة النباتات، حيث تعرض حيوانات جميع المناطق.
وكانت صوفي تحب كل الحيوانات، وقد طلبت شراء الزرافة الصغيرة التي شاهدتها في حديقة النباتات، ومهما يكن من أمر، فإن صوفي وجدت في باريس نوعاً من المتعة، الأمر الذي كان جديداً تماماً عليها، ولكن هل استطاعت أن تستمتع بكل مباهج باريس؟
إن مدام وستتبوشين ربت بناتها تربية قاسية، أو لم تكن هي نفسها كاثوليكية متعصبة، اعتنقتذلك المذهب مؤخراً، إن صوفي الأن أصبحت فتاة كبيرة، ويجب التفكير في تزويجها، لم يكن العرسان قليلين في باريس، وقد قدمت صوفي إلى بعض الأسرات العريقة، ومن بين المرشحين الذين كانوا على استعداد للزواج منها، اختير الكونت دي سيجور، وكان رجلاً لامعاً يمت بصلة القربى لاحد مارشالات فرنسا، وكان هو نفسه ضابطاً في جيش الإمبراطور، ويالها من مصادفة عجيبة، إذ تبين أن الكونت دي سيجور كان حاضراً، قبل ذلك بخمس سنوات، حريق موسكو، وفي الخطوط الأمامية من “الجيش العظيم”، كما ذكر ذلك بنفسه كتابة في أحد تقاريره الرسمية، ترى ماذا كان يمكن ان يكون شعوره لو علم وقتذاك، أن صهره سيكون هو المدبر لذلك المشهد التدميري الرائع.
لم يعد الكونت دي سيجور شاباً، كان له أنف بارز وطويل، وشفتان غليظتان، وعينان واسعتان، كان رجلاً ذكياً، وجذاباً، وقد أحبته صوفي لأنه طلب منها أن تحبه، وبالرغم أنه خانها بعد ذلك، إلا أنها ظلت وفية