الميول والتعبيرات الفنية لدى الأطفال 2 – 5

وفى حوالي سن الثالثة أو الرابعة، يبدأ الطفل يتفاخر بما صنع، فيباهى بأنه قد رسم عروسة، أو قطاراً أو مركباً، وهنا تبتدئ الأهمية الكبرى في أن رسومه أصبحت تمثل أشياء ملموسة، لأن معنى ذلك، أنه بدأ يحس بالعالم المحيط به، وانه يريد أن يعبر عنه بطريقته الخاصة، فهو قد بدأ يرنو إلى ما يدور حوله، ويتعرف عليه، فإذا شجعتيه ونميت هذه الموهبة لديه، فإنه سيكون، شيئا فشيئا، قادرا على إنتاج أشياء معروفة وملموسة.

وعند هذه النقطة، يتعين على الأبوين أن يعملا على تحسين أعمال طفلهما، وذلك بإرشاده إلى الأخطاء الصغيرة،التي يستطيع أن يتلافاها في هذه السن. فمثلا إذا رسم شخصا، وكان الرأس أكبر من الحجم المعقول، أمكن لفت نظره إلى ذلك، وهكذا…. لأن الاستجابة لدى الأطفال،في هذه السن بالذات، تكون إيجابية جدا ومثمرة، ولا يخفى أنه يجب أن تنطوي الملاحظات، على نوع من التشجيع، أكثر مما تحويه من نقد.

وفى الواقع، لابد من الأخذ في الاعتبار، أن الطفل عندما يرسم، فإنه مثله فيذلك، مثل الفنان، لا يكون كل انتاجه واقعيا، ولكن قد يقصد فيرسمه، أن يعبر عن أشياء مستقرة في دخيلة نفسه، قد لا تشعر بها الأم أو الأب، فإذا رسم قطاراً مثلاً بحجم كبير جداً، فمعنى ذلك أن هذا القطار يمثل بالنسبة له، أهمية كبرى بالقياس إلى أشياء أخرى، وإذا رسم شخصا ذا رأس أكبر من جسمه، فقد يعتقد أن الرأس يمثل أهمية كبرى بالنسبة لجسم الانسان، لأنه يعلم أن جسم الانسان أكبر من رأسه، ولكنه يعلم ايضا ما للرأس من أهمية، ومن ثم أراد أن يصوره على النحو الذي يتخيله.