حرية الضيوف 1 – 2
عندما يجيء ضيف أو ضيفة لزيارتك، وتكون مدة الزيارة لبضعة أيام مثلا، فإن ثمة بعض النقاط التي يجب مراعاتها، حتى لا يشعر الضيف بالضيق، أو الملل. فلا شك أنك تفرحين بقدوم الضيوف، وتودين تقدم كل مساعدة ممكنة، بحيث تشعرينهم بفرحتك بزيارتهم، ولكن ليس معنى ذلك، أن تظلي ملازمة لهم كظلهم طول الوقت، وتعرضي عليهم خدماتك بصفة مستمرة. فعلى الرغم من شعورك بأنك كلما بالغت في الاحتفاء بضيوفك، لكما كان ذلك سبباً لسرورهم
فلا تسرفي في الترحيب بضيوفك، وكفي عن توجيه الأسئلة المستمرة لهم. فالضيف، علاوة على ضرورة حسن استقباله والعمل على تلبية جميع مطالبه، إلا أنه يجب أن تترك له بعضا لحرية، ولكي تطيب له الإقامة في منزلك، يجب أن يشعر أنه في بيته، وأن يتصرف بحرية تامة، فلا داعي لعبارات المجاملة المتواصلة. وعند تناول الطعام، يجب عدم الإلحاح عليه، وإجباره على تناول جميع الأصناف التي تقدم له، إذ ينبغي أن تترك له حرية تناول ما يشاء، فليس من المعقول أن يمتنع عن تناول ما يكفيه من طعام، إلا إذا أصررت أنت على ذلك.
يجب ترك الضيف وحده مستقلاً لبعض الوقت، فقد يكون من ذلك النوع الذي يحب الهدوء والراحة بين الفينة والفينة لذلك حاولي التعرف على ميوله، وطباعه، وتهيئة الجو المناسب له. وليس معنى ذلك، المبالغة من جانبك، بتركه وحيدا طول الوقت، كأن تقولي له مثلاً تصرف كما تشاء وكأنك في منزلك الخاص، ثم تتركينه وتهملين مطالبه.