شجرة الدر 5 – 6

شجرة الدر 5 - 6
شجرة الدر 5 – 6

شجرة الدر 5 – 6

ولم تنس شجرة الدر – حين أجمع الأمراء علي توليتها – أن تسويتها هي وحدة الحجة التي يمكن أن يحتج بها الذين ينكرون عليها أن تكون ملكة، لذلك حرصت، من أول يوم، علي أن تضيف أسمها إلي أسم آخر لا تنكر عليه التقاليد حق الملكية، ومن ثم صار اسمها منذ وليت العرش “الملكة أم خليل” وكأنها تري في الأمومة،لكن شجرة الدر  خافت من ألا يعترف بها الخليفة في بغدادفأضافت إلي أسمها صفة أخري، فهي “شجرة الدر”، “أم خليل المستعصمية” .. ونقش اسمها علي السكة العبارة الآتية “المستعصية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل أم المؤمنين” .. وصدرت باسمها الأحكام.

حكمت شجرة الدر مصر، مدة ثمانين يوما لا غير، ويقال إن الخليفة العباسي، لم يقبل أن تتولي حكم مصر امرأة، فأرسل إلي زعماء المماليك يول لهم “إن كانت الرجال قد عدمت عندكم، فأعلمونا حتى نسير لكم رجلا !” لكن دهاء شجرة الدر، وحرصها علي أن تبقي علي عرش مصر، في مواجهة هذا الرفض من الخليفة، جعلها تتزوج من عز الدين أيبك التركماني، بعد أن أجبرته علي أن يطلق زوجته، ويقطع كل صلة له بها وبولدها،  إلا أن منازعات ما لبث أن قامت بين عز الدين أيبك، وبين كبار المماليك استمرت إلي سنة 655 هـ (1257 م)، حين ساءت العلاقة بينه وبين زوجته شجرة الدر، فقد دب في نفسها دبيب الغيرة، مما جعل أيبك يمل هذه الحياة الزوجية، وأرسل إلي الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، يخطب ابنته، ويبدو أنه كان يرمي من وراء ذلك، إلي التخلص من شجرة الدر.

m2pack.biz