المنضد كعنصر من عناصر التأثيث 1 – 5

لاشك أن المنضد تعد من بين أبسط العناصر التي تكون الأثاث المنزلي، بغض النظر عن درجات اقترابها أو ابتعادها عن التعقيد، أو كثرة التفاصيل، خلال مختلف الطرز والعصور، إلا أنها لم تفتقر – قط- إلي الاتساق الكامل بين الشكل الجمالي والوظيفة، وبإختصار شديد يمكن توصيف المنضدة علي أنها سطح مقرصة ترتكز علي دعامات، من شأنها أن ترفعه عن الأرض بمقدار معين، والاحتمال الأكبر أن يكون ذلك من شأن المنضدة البدائية، وشأن جميع المناضد التي لم تتجة إلي الإكثار من التفاصيل والحواشي، خلال مراحل تاريخ الأثاث المختلفة.

وإذا كان شكل المنضدة قد طرأت عليه تعديلات متنوعة خلال الأحقاب الزمنية المتعاقبة، فإن بنائها الجوهري، ظل ثابتا لم يتغير، فمنذ منضدة القرون الوسطي، التي كانت أسطحها ترتكز علي حوامل، يتم تجميعها بوساطة عوارض طويلة الاتجاه، إلي منضد عصر النهضة، التي تطورت بشكل واضح، لتصبح مرتكزة علي رجل واحدة، تتوسط (القرصة) ثم إلي منضدة القرن السابع عشر، التي اتجهت (قرصتها) إلي الشكل الدائري، أو المتعدد الخطوط، والتي كانت ترتكز علي ست أو ثماني أرجل، تتجمع فيما بينها بعوارض، حتى إذا ما وصلنا إلي وقتنا الحاضر- الذي لا زالت تنتج فيه بعض المناضد التقليدية – نلاحظ أن المنضدة أصبحت تتم باتجاه واضح نحو التبسيط الشديد، وبات أكثر المصممين نضجا، يوجهون أهمتاهم الأكبر إلي الحلول التي تمس الجوهر، لتحقيق مزيد من النفع والجمال معا.

لقد أصبحت منضد العصر، في المقام الأول بمثابة عنصر يجب أن يكون قادراً علي تحقيق أكثر من خدمة، وأكثر من وظيفة داخل المنزل، لذلك فإنه مهما يكن شكلها، فإن أبعادها لابد أن تناسب الخدمات المرجوة منها.