الحقائب رفيق لا غنى عنه في السفر 1 – 7
كائنة ما كانت وجهتنا عند السفر، أو المدة التي تستغرقها الرحلة، فإنه منذ اللحظة التي تقرر فيها ضرورة” إعداد الحقائب”، تتخذ أيامنا بعداً آخر، إذ أننا نعيش فقط من أجل السفر.
إن كل عمل نقوم به، يكاد يكون خاصا بتلك الرحلة، فنحن نتحدث عنها في البيت، وفي اتصالاتنا التليفونية بالصديقات، وكذلك إذا جلسنا مع بعض الضيوف في “الصالون” أو حتى مع أنفسنا، عندما نكون بمفردنا. كما أن الموضوع يحتوينا تماما، إذا كنا سنترك خلفنا شخصاً عزيزاً علينا.
ومع ذلك، فإنه حتى في العلاقات العاطفية، فإن الابتعاد، لفترات قصيرة، من شأنه توطيد ما هو قائم على أساس سليم، أو إعادة النظر فيما قد يكون نزوة عابرة، أو إتاحة الفرصة للتعرف على مدى عمق علاقة ما، نرى أن الاعتياد عليها ، أو حدوث شيء من التوتر بشأنها، قد يلقى حولها بعض.
ففي مثل هذه الحالات، فإن شعورنا بالفرح، ونحن نعد حقائبنا، أو انعدام هذا الشعور لدينا، يمكن أن يكون مؤشراً، يدلنا على أور كثيرة.
غير أنه يحسن دائماً أن ننتظر، حتى تنتهي الرحلة التي نقوم بها، قبل أن نستخلص النتائج التي نريد التوصل إليها.
وعلى اية حال، فإن ما نحن مقبلون عليه من سفر، ينطوي بالنسبة لنا جميعا على نوع من الانفعال، مرده المجهول، وما تحلم به من آمال، وما يدور في رؤوسنا من خيال يصنعه الوهم، وخاصة لدى النساء.