سن الشمبانزي 5 – 6

وقد يعبر عن عدم رضائه بالعض، أو بالبصق، فهو قد اكتشف أنه أصبح قادراً على التأثير على العالم المحيط به، ولقد سبق أن رأينا أنه قد ينجح في إصابة نفسه بالألم، ليبرهن لنفسه، على أنه قادر على التحكم فيه.

غير أن الطفل يقع أحيانا ضحية لخيبة الأمل أثنا عملية غزوه لهذا العالم الكبير المحيط به، فهو يختبر ما لديه من قوة، كما يكتشف عجزه، عند محاولة تحقيق بعض الرغبات فيقول لنفسه:”إن في استطاعتي تناول لعبتي، إذا وضعتها أمي على الرف الأسفل، أما إذا رفعتها على الرف العلوي، فسيتعذر على الوصول إليها”. كما يشعر بالألم الذي قد تسببه له الأشياء، ويواجه المحظورات التي يحرمها عليه أبواه:”لا تلعب في أكباس الكهرباء. لا تلمس الكسرولة التي تحتوي على ماء ساخن! لا تضع أصبعك في الحساء !!”. ويكتشف الطفل أن العالم كبير .. كبير إلى درجه أنه قد يضل طريقه فيه.

فبعضنا يذك أنه شعر في صباه بقلق شديد عند النظر إلى هوة، علما بأنه يتبين بعد سنوات، أنها لم تكن بالعمق الذي يثير الخوف والقلق. وكم من مرة شعر بأنه قد ابتعد كثيرا عن منزله، وفي الواقع ، أنه لم يكن يفصله عنه سوى بضعة أمتار.

ومن سن الثانية إلى الثالثة، يسود القلق اختبارات الطفل، مما يدفعه إلى الاحتماء في أمه، ومحاولة التصاق بأبويه، بصورة دائمة