مرحلة المعارضة 2 – 4
ويجب مضاعفة الفرص التي تسمح للطفل بإثبات وجوده أثناء اللعب، وعندما تسند إليه بعض المهام البسيطة، وحال الاتصال الأولي مع زملائه. ومن الأمور الهامة، أن تعطي للطفل ، فرصة للاختيار، وكلما كان ذلك ممكنا، كأن نسأله مثلا” هل تذهب إلي الحديقة أو لمشاهدة القطارات؟” أو “هل تخرج لعبة البناء، أو لعبة الليدو”. وبذلك نكون قد أدخلنا البهجة علي قلب الطفل، وتحاشينا كلمة “لا” التي لا جدوى منها.
وفي العام الرابع ينتهي مرحلة الرفض الصعبة:
وعندما يدرك الطفل ذاتيته، يكتشف اكتشافا هاما: فيد يتبين أنه يخلق شيئا، البراز. وهذه هي تجربته الأولي في طريق الاستقلال، وقد اكتسبت قيمتها، مما تسببه له من شعور بالارتياح. فقد كان كل شيء، حتى هذه اللحظة يعطي له، ويفرض عليه، أما الآن فهو الذي يفعل شيئا، وشيئا محددا بالذات، وليس بغريب علي الأطفال الذين نشأوا بلا تعقيد من هذه الناحية، فإن يتأملوا فيها بداخل إناء التبرز، ويطفوا علي شكله، ويشركوا أمهم في ذلك، وبمعني آخر، فإن الطفل يعتبرها موهبة، يجب أن تعطي حق قدرها، وهذا ما يجعله يستعملها فيما بعد، كسلاح عدواني ضد أمه، الأمر الذي يفسر بعض حالات الإمساك لدي الأطفال.
وفيما بعد ينتقل اهتمام الطفل بعد عملية التبرز، إلي كل ما يشابهها، في كونه يمكن الاحتفاظ به وتشكيله باليدين، أو تركه، فالرمال والطين والصلصال الذي تتسخ منه اليدين، يمكنه من صنع أشياء، ثم هدمها. وتتحول السعادة التي يحددها الطفل من البناء والهدم، والأخذ والعطاء، إلي عملية التكديس، فهو يأخذ معه إلي منزله الزلط، والأعشاب، والأوراق. إن حجرة الطفل، في هذه السن، تشبه السوق.