خولة بنت الازور- أشجع نساء عصرها 4 – 4
ثم اندفعت إلى خارج الخيمة، وحولها باقي النساء… فأسرع إليهن الحراس، الذين بوغتوا، وكانت خولة تحمل عموداً طويلاً دفعته في صدر الحارس، وكسرت به سيفه، وفعلت مثلها النساء، ودارت بينهن وبين الحراس من جند الروم معركة عنيفة. انتهت بإفلات النساء من الأسر وهن ينشدن:
نحن بنات تبع وحمير
وحربنا في القوم ليس ينكر
لأننا في الحرب نار تسعر
اليوم تسقون العذاب الأكبر
ولكن دور خولة الخالدة في التاريخ العربي، هو يوم معركة اليرموك بين العرب والروم.. لقد كانت خولة والمجاهدات العربيات، في عداد كتائب المجد التي حددت الأبعاد لذلك التاريخ الخالد. وذلك حين تكاثر الروم على العرب، وهم أعظم عدة وعدداً. وركن العرب إلى الفرار مرتين، فأعدتهم بأعمدة الخيام، وأزهايج الحرب إلى ساحات القتال، ولتسري في الجيوش العربية، قوى جديدة، وعزائم ماضية رجحت معها كفة النصر مع العرب، ولتمتد فتوحاتهم، تطوي البسيطة، شرقاً وغرباً وشمالاً، في أقل من مائة عام.
وفي فتح مصر اشتركت خولة مع رفيقاتها اشتراكاً فعلياً.
وتعد هذه البطولة مفخرة العرب النسوية، مثبت في سجلها الحافل، ومؤكدة أن المرأة العربية ما كانت – ولن تكون- من وراء الحركة بل في مكانها المرموق في القيادة، وفي دعما لقوى في المعارك، وفي كل ميدان.