الأطفال والتليفزيون 5 – 5
وهنا يجب علينا، أن نحول اهتمام الأمهات إلى ناحية أخرى جديدة بأن تكون محل رعايتهن، فما هو المشهد الأكثر حذراً بالنسبة للابن؟ هل هو مشهد البطل الذي يصحب فتاته على ظهرت جواده، أم ذلك الذي يطيح بالآخرين، وبوسعهم ضرباً وركلاً، لكي يحصل على ما يريد؛ ذلك الذي يصورونه على أنه بطل شجاع، قوى البنية، يستغل هذه القوة في الحصول على ما يريد، فهل هذا هو المفيد بالنسبة للطفل؟ أليس ذلك مثلاً سيئاً نعلمه للطفل، وهو أنه يجب عليه أن يتعامل بالقوة والبطش، في سبيل الوصول إلى غايته. أليس من المفيد المباعدة بينه وبين جميع هذه المناظر، التي تحتوي على التهور والضرب والمعارك؟
لا شك أنه من الأفضل، تنشئة الطفل على تفهم الدنيا، على أنها نوع من المشاركة والتعاون بين الناس أجمعين، فروح السلام والمحبة، يجب أن تسود الناس. كما أنه لا يقدر من إفهام الطفل، أن الحضارة والمدنية التي نعيشها اليوم، لم توجد من تلقاء نفسها، وإنما جاءت نتيجة لكفاح شعب وأجيال عديدة، وأن هناك فرقاً كبيراً بين الكفاح في سبيل الأفضل، وبين القتال والمشاجرة في سبيل المصلحة الفردية. ومن هنا يكون التليفزيون ذا فائدة كبرى لنا ولأبنائنا.