الخزف الشرقي 1 – 3
على هذه الصفحات، ننشر مجموعة من القطع، مركزين – بالدرجة الأولى – على إنتاج الصين واليابان، باعتباره أكثر أهمية، آملين التعرف على هذه الفنون الوافدة من بلاد الشرق الأقصى الغامضة، وتقرير تراثها الفني.
الخزف القديم في الصين:
تقدمت تقنية، صناعة الخزف في الصين، حتى وصلت إلى أعلى المستويات. ولقد انتشر بالصين، مئات الورش التي كانت تنتج أشكالا خزفية شديدة الإتقان، عظيمة الزخارف، من الطبقة المزججة ومن البورسلين، وهي قطع متنوعة، لا يمكن تطابقها لا من حيث الشكل، ولا من حيث اللون. وإلى وقت أن التزجيج لم يعرف في الصين قبل القرن الثالث بعد الميلاد، أي قبل الحقبة التاريخية التي تدعى “هان”. غير أن باحثين إنجليز، أكدوا أن هذا التاريخ يعود في بداية القرن الخامس قبل الميلاد، أي إلى الحقبة التي تدعى مرحلة الولايات المتحاربة. وعلى أية حال، فإن الخزف الصيني، أصبح جديرا بالملاحظة. والتقويم، مع بداية مرحلة أو حقبة “تانج” (618 – 906 بعد الميلاد) – التي سنتحدث عنها فيما بعد بالتفصيل – ووصل إلى الازدهار الكامل، خلال أسرة “مينج” (1368 – 1644 بعد الميلاد). وأسرة “شينج” (1644 – 1912 بعد الميلاد).
أسرة تانج:
خلال الحقبة التاريخية، لهذه الأسرة، حدث تطور كبير في القوة الوطنية للصين، وتبع ذلك نمو واتساع رقعة الأراضي الصينية، وتحسن ملحوظ في الحقل الفني، وعلى وجه الخصوص في مجال الخزف، فقد أقيمت أعداد كبيرة من الورش والأفران، التي أنتجت قطعا من كل نوع. وتعتبر الأشكال الخزفية الخاصة بالمقابر، أكثر الأنواع شهرة، خلال هذه الحقبة، إذ كانت العادات المتعارف عليها حينذاك، تحتم تجميع جموعة من القطع الخزفية التزينية داخل المقابر، ومنها التماثيل الصغيرة لزوجة الميت، أو لبعض التماثيل الصغيرة لأفعاله الحسنة (سروج الخيل، أو العربات التي يجرها الجاموس).