مصنوعات من الألباستر (الجزء الأول) 2 – 4
والواقع أن أجمل ما تم تصنيعه من الألباستر هو التماثيل التي كانت على شكل حيوانات، لأن تنوع ألوان الألباستر، سمح بتقليد الحيوانات الطبيعية، فكان التمثال يبدو وكأنه حيوان حقيقي. وبعد هذه الفترة، تدهور فن وصناعة الألباستر، وكان عليه أن ينتظر العصر الحديث، ليستعيد مجده الغابر، وتظهر نماذج رائعة من مصنوعات الألباستر الجميلة. ولعل إنجلترا فقط، هي التي استخدمت الألباستر على نطاق واسع خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر ثم خلال القرن السادس عشر.
وكان لتماثيل الأضرحة، وعلى وجه الخصوص، الألواح المحفورة عليها رسومات ومناظر مقدسة، حظ كبير، فقد انتشرت على مستوى واسع في الخارج أيضاً وخصوصاً في فرنسا، ونورماندي، وبلجيكا، وهولندا بل وفي كثير من الدول الأوروبية الأخرى.
وفي إيطاليا، وصلت أنباء دقيقة عن صناعة هذه الحجارة فقط في عام 1500 “بفولتررا” غير أنها كانت محاولات ضئيلة ومحدودة، لم يكن لها للأسف الشديد حظ كبير في الانتشار.
وأخيراً، وفي القرن الثامن عشر، ازدهرت صناعة الألباستر على يدي الفنان المشهور “مارنتسيللو” إنجيرامي”، واحتلت صناعة الألباستر منذ تلك اللحظة، مكاناً مرموقاً في حقل الفنون الصغيرة.
إن أهم القطع التي تم تصنيعها من الألباستر في ذلك القرن، جميعها منتجات فنية من الدرجة الأولى، تماثيل وبعض التحف الأخرى التي لا تلقى اليوم استحساناً كبيراً.
ومن هنا تولدت الفكرة القائلة، بأن التحف والمنتجات المصنوعة من الألباستر تقادم عليها العهد، وأن “مودتها” قد أنتهت. إن إعادة تقويم الألباستر، تكون، بناء على ذلك، في هجر النماذج والموديلات القديمة، واستخدام هذا الحجر، في صنع أدوات وتحف وتماثيل وأشياء عملية، تفي بحاجة ومتطلبات الحياة الحديثة.