حتى على مائدة الطعام .. يكشف المرء عن شخصيته 1 – 3
يمكن الكشف عن شخصية الإنسان، حتى من الطريقة التي يتناول بها طعامه. والواقع، إن الأسلوب الذي يقترب به المرء من الطعام، وطريقة اختياره للشراب الذي يوضع على المائدة، والعادات التي يتمسك بها، ورأيه في الكيفية التي يطهى بها الطعام، وكذلك طريقة تناوله، كل هذه تعبر عن قطاعات في شخصيته، يصعب اكتشافها بوسائل أخرى.
وعلى سبيل المثال، فإن الشخص القلق، تراه يرهب تناول أي طعام جديد عليه، أو يقبل على طبف مفضل لديه، فيزدرد على الفور أفضل قطعة فيه، كما لو كان يخشى أن يسبقه أحد إليها.
والإنسان الموسوس والمتشكك، نراه يلتزم بتصرفات خاصة: فهو يتناقش حتى في النسب التي تتكون منها الأنواع المختلفة، التي تدخل في طهي أكلة معينة. بل أنه يتعنت حتى في ترتيب تقديم الأطباق، فيتمسك بنظام معين، لا يحيد عنه.
وهناك نوعان من الإنسان الشره:
الأول له شهية هائلة، يبتلع كمية لا حدود لها من الطعام. والثاني لا يبدي أن شهيته مفتوحة بهذه الدرجة، وذلك من الناحية المظهرية فقط، إذ أن له القدرة بدوره، على التهام أغرب الأطعمة، في أغرب الأوقات.
أما الأشخاص ذوو الطموح، فإنهم بالنظر إلى كونهم عاقدي العزم على الوصول إلى أهداف معينة، أو القيام بأنواع من النشاط مرموقة وبارزة، فإنهم لا يطلقون لأنفسهم العنان إلا بين الحين والحين، فيبدون في لحظات التوتر كأنهم مجبولون على الشراهة، إلا أن هذه الشراهة، تختفي، متى زال عنهم توترهم.