حول الطرز الحديثة في التأثيث 1 – 4
في مجال التأثيث، يطلق لفظ “طراز”، على القطع والعناصر الزخرفية، التي تتحقق وتنتج تحت تأثير طابع معين، له لون خاص، يمكن معه تحديد سمات قطعة أثاث بعينها. وهذه السمات لا ترتبط فقط بالعادات وطريقة الاستخدام، ولكنها ترتبط أيضاً بثقافة العصر المنتجة فيه، فهي جزء من علاماته التاريخية، إن هذه المنطلقات المبدئية، لا تكفي في الحقيقية لتحديد سمات طراز بعينه، إذ يتطلب الأمر، دراسة عوامل كثيرة أخرى، ترتبط الخامات المستخدمة- على سبيل المثال- علامات ومواصفات الطقس، وبالأحداث التاريخية، وبالطرق الخاصة بالتقنية.
وبالنسبة للأحقاب القديمة، فإن مسميات الطرز أصبحت ذات استقرار وثائقي كبير، فقد تناولت الأثاث، ابتداء من الأشكال البسيطة التي تواجه ضرورات الحياة اليومية، في حضارات حوض البحر المتوسط، على التأثيث الثري المليء بأعمال الحفر والتفريغ، المستوحاة من الطراز القوطي، إلى أبهة أثاث عصر النهضة، حتى الطرز المختلفة “للباروك”. أما في العمارة، وفي الفنون الجميلة، فإن كلمة “طراز” قد تبدل معناها، فأصبحت لها مشتقات كثيرة، وبدأت تستخدم بجرأة، أعفتها أحياناً من معناها الأصلي. وكلمة “طراز” تستخدم بكثرة في لغاتنا المعاصرة، فيقول – على سبيل المثال- طراز أمريكي، أو طراز شمالي، أو طراز روستيك، أو طراز ياباني، في الوقت الذي نعلم فيه أن كثيراً من هذه التحديات ليست واضحة، وأن كلمة “طراز” أصبحت تختلط مع كلمة طابع أو أسلوب، بينما ظلت كلمة “طراز” ذات معنى أكثر تحديداً في مجال التأثيث. ولقد تأثر الطراز الحديث، بالثورة الصناعية التي هبت رباحها خلال منتصف القرن الماضي، إلا أن العمارة تخلفت عن الركب ما يقارب خمسين سنة.