المخرج المسرحي العتيبي يدعو إلى إيجاد بيئة استثمارية تشمل كل الفنون
أكد المخرج المسرحي رجا العتيبي في محاضرته، التي ألقاها في النادي الأدبي في الرياض، مساء أمس الأربعاء، ضمن فعالية الأدب والسينما، أن الوضع الراهن في عدد من الجهات المعنية بالفنون، مثل: جمعية الثقافة والفنون، والأندية الأدبية، ووكالة الشؤون الثقافية، واعتمادها على الميزانية السنوية المحددة والمحدودة، لا يمكنها من تطور عملها على مر السنين؛ لأنها تعمل في إطار حجم الميزانية المعتمد، لافتاً إلى ضرورة تحولها إلى أنظمة اقتصادية مرنة وآمنة تستقطب رؤوس الأموال.
وألمح إلى أهمية استقلال الفنون من الجهات المعنية بالفنون كما هو الحال للأغنية التي تحتكم لأنظمة وزارة الثقافة والإعلام، وليس لمدير عام تنتظر توقيعه.
وقال العتيبي: حالياً يعتمد القطاع الخاص في أعماله التجارية على العقود الحكومية بنسبة 80%, وهي نسبة كبيرة مقارنة بأمريكا والدول الأوروبية, مشيراً إلى أنها نسبة خطيرة باعتبارها تجعل القطاع الخاص يتكل في تجارته على القطاع الحكومي، الأمر الذي يصيب الاقتصاد بالشلل في حال إيقاف صرف المستحقات لأي سبب، ويصبح معرضاً لأمراض عديدة كالركود والبطالة.
كما أوضح أن قطاع الثقافة والفنون مازال يعمل بالأنظمة السابقة، ويدفع من ميزانيته الحولية للأنشطة والبرامج والفروع والموظفين والصيانة والتشغيل والترميم لدرجة العجز المالي، مشيراً إلى أن هذا الإنفاق بهذه الطريقة التقليدية يفضي إلى إفلاس المنشآت الثقافية أو على أقل تقدير لا يفي منتجها بالطموح فتكون محل لوم وعتاب ونقد على مر السنين.
ويتطلع العتيبي إلى أن تعمل الهيئة العامة للثقافة بأنظمة اقتصادية مرنة وآمنة وجاذبة للمستثمرين بدلاً من الأنظمة القديمة التي استمرت قرابة 40 سنة، وأشار إلى أنه لمس شيئاً من ذلك في أروقة الهيئة، داعياً لتسريع وتيرة العمل وتغيير المياه الراكدة بما يتماشى مع تطلعات قطاع الثقافة والفنون.
كما أشاد برؤية السعودية 2030م باعتبارها تعيد طبيعة حراك القطاع الحكومي إلى آفاق استثمارية بهدف تطوير الفنون بشكل لا يمكن أن تحدثه الميزانية الحولية.