الفنَّان محمد الشنيفي يفتتح معرضه الرقميّ الأول
افتتح مؤخَّراً الفنَّان التشكيليّ والرقميّ محمد الشنيفي معرضه الفنيّ الرقميّ الأول من نوعه، والثَّالث من المعارض الشَّخصيَّة التي أقامها بعنوان «رقميَّات الرمال» في قاعة «تراث الصحراء» بمحافظة الخبر شرقي السُّعوديَّة، وذلك ضمن مشروعه الفنيّ المكوَّن من ثلاث مراحل فنيَّة، تحمل أولها مسمى «رقميَّات الرمال» وتتكوَّن من عشرين لوحة فنيَّة رقميَّة، ولمدَّة 9 أيام.
وقد نهج الفنَّان الشنيفي منهج العديد من المدارس العصريَّة الشَّهيرة في العالم التقنيّ الرَّاهن، كما استخدم أسلوباً جديداً يعتمد على الدَّمج بين السرياليَّة والواقعيَّة؛ لإيضاح الفكرة للمشاهد، إضافةً إلى أنَّه حرص على تقديم الثَّقافة العربيَّة والإسلاميَّة والطَّابع السُّعوديّ معتمداً أسلوباً فلسفيَّاً يخاطب الفكر العربيّ في ظلِّ التطوُّر التقنيّ الفنيّ، والذي ينشد من خلاله الفنَّان إحداث إضاءات فنيَّة جديدة في العالم العربيّ، بينما تتراوح أعداد الطَّبقات اللونيَّة في المشروع الواحد ما بين 350 إلى 450 طبقة مختلفة الدَّرجات الإبداعيَّة، وكان من أبرز الأعمال المقدَّمة مشروع “رقصة البوص”، ومشروع “ملك القلوب”، ومشروع “رقصة الجنبيه”، ومشروع “الرجيل”.
وقال الفنَّان محمد في تصريح ل “سيِّدتي نت”: “إنَّ الهدف من إقامة المعرض هو التَّعريف بالفنِّ الرقميِّ، وإبرازه، والتعرُّف على القدرات والإمكانيَّات الشَّبابيَّة في هذا المجال، لاسيَّما وأنَّ الرقميَّات هي لغة العصر، ومن لا يعرفها قد يفوِّت على نفسه فرصة مواكبة التطوُّر”. كما أكَّد على أنَّ الفنَّ الرقميّ له متذوقيه ومقتنيه على الرُّغم من عدم اقتناع واعتراف روَّاد الفنّ التشكيليّ به.
وأضاف: “إنَّ الفنَّ الرقميّ مثل الهواء الذي نتنفَّسه”، وعزا ذلك بأنَّ التّقنية موجودة ومتاحة وفي متناول الجميع، وكون لها متابعين وجماهير عريضة، لافتاً إلى أنَّ للفنِّ الرقميّ عدَّة ميِّزات، منها: اختزاله للمساحة والزَّمن، ويتعامل مع كل الخامات، ويوفِّر استهلاك الأدوات والفرش، إضافةً إلى إمكانيَّة التحكُّم الكامل باللوحة والتَّراجع والتَّعديل من وقت لآخر، وإمكانيَّة إنتاج عدَّة نسخ من اللوحة الرقميَّة بدقَّة وجودة عالية على عكس اللوحة التقليديَّة .
وبحسب محمد الشنيفي فإنَّ التحدِّي القائم بين النَّوعين التقليديّ والرقميّ، لا يعدو كونه اختلافاً في استخدام أدوات الرَّسم، حيث أنَّ الرَّسام التقليديّ يستخدم أشياءً ملموسة ومحسوسة كاللوحة والألوان، بينما يستخدم الرَّسام الرقميّ الحاسوب وأجهزته، إضافةً إلى أنَّه يستخدم القلم الإلكترونيّ.
وانتقد الشنيفي عدم اهتمام وزارة الثَّقافة والفنون في الوطن العربيّ بهذا الفنّ، حيث قال: “نحن نعاني من قلَّة الدَّعم لإقامة معارض الفنّ الرقميّ، وضياع الحقوق الفكريَّة، ونطالب بوجود هذا الفنّ ضمن الفنون المطلوبة لأنشطة الوزارة، فجهودها في دعمنا لا تتعدَّى أكثر من مجاملة، على الرَّغم من أنَّ الفنّ الرقميّ له مكانته في عالم الفنّ البصريّ في العالم الأجنبيّ، إلا أنَّه خجول في العالم العربيّ والخليجيّ”.
الجدير بالذِّكر، أنَّ الأعمال المقدَّمة قد استغرق تنفيذها أربع سنوات متتالية، بمعدل ثلاث ساعات يوميَّاً تقريباً.