الفيلم الوثائقي “سلام يا جار” قلب في الوطن وجسد في اللجوء

كما رحلوا من أوطانهم أول مرة، في كل يوم يحملونه في بقجهم وجيوبهم وقلوبهم في اللجوء، ولأنه ليس الوقت المناسب للإنكسار، قرروا أن يظلوا واقفين على أرواحهم، حاملين بأيديهم مفاتيح بيوتهم ورائحة شامهم وضيعهم، وهم ينظرون صوب الشمال، صوب الوطن، كل واحد منهم يخوض معركته الخاصة، تلك التي لا تقارعها الطائرات ولا القذائف ولا كل الفصائل المتقاتلة في بلاده، يخوض معركة الحياة.
كل هذه القصص وأكثر، كل هذه القلوب والخموم التي تملأها وأكثر، عرضها المخرجان الأمريكيان “كريس تمبل و زاك انجراشي”، بفيلمهما الوثائقي “سلام يا جار”، والذي عرض بالهيئة الملكية للأفلام بالعاصمة الأردنية عمان.
سلام يا جار.. عيون على اللجوء..
يجول المخرجان ” تمبل وانجراشي” بين خيم وكرافانات اللاجئين السوريين بمدينة المفرق في الأردن، ويعرض المخرجان قصص العديد اللاجئين، كيف خرجوا من بيوتهم ومدنهم، وكيف وصلوا المخيم، كيف استطاعوا أن يحاربوا التعب والفقد والحرب حتى يقدروا على مجابهة الحياة، يحاولون أن يصنعوا حياة عادية في ظروف غير عادية.
أجرى المخرجان مجموعة من المقابلات مع السوريين بالزعتري، حدثوهم من خلالها عن أيامهم وكيف يمضونها، عن الصعاب التي يواجهونها، وتحدث الجميع بها عن الوطن كثيراً، كيف كانت سوريا قلباً وكفاً يحتويهم جميعاً، ولكنهم لم يكونوا يائسين أبداً، فلا يزال الأمل يقفز من عيونهم بالعودة.
عاش المخرجان بين خمسة وثمانين ألف لاجىء سوري للوقوف على أوضاعهم المعيشية في هذا الوثائقي. وقد قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن توفير المساعدات الإنسانية للاجئين إنّ الوضع في المُخيّم من أكثر الأوضاع تأزماً في العالم.
مشاركات حول العالم..
شارك فيلم “سلام يا جار” بالعديد من المهرجانات والفعاليات السينمائية حول العالم، وكان أهمها:
“أمريكان فيلم انستيتيوت” في واشنطن العاصمة في العام 2015، ومهرجان “كوبنهاجن” الدولي للأفلام الوثائقية بنفس العام 2015، حيث كان من ضمن أفضل أفلام المهرجان، وأيضاً شارك بمهرجان “واشنطن ويست”، ومهرجان “واتش دوكس” في “وارسو”، ومهرجان “أروبا” الدولي وكلها بنفس العام 2015 أما بالعام الجاري 2016، فقد شارك بكل من مهرجان “هيومان رايتس واتش” للأفلام في لوس أنجيلوس، ومهرجان “كروس رودس” في جراس- النمسا.
كما حاز فيلم “سلام يا جار” في عام 2016 على جائزة “الإعلام للضمير والشجاعة” عن أفضل فيلم وثائقي من مجلس الشؤون الاسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أيضاً من الأفلام التي بقيت للتصفيات النهائية في مهرجان “سيما” للأفلام الوثائقية عام 2016.