تنظيم «الدولة» مرتبك في الرقة والنظام السوري يتحرك لتأمين خط النفط
إسطنبول «القدس العربي»: تؤكد التطورات الميدانية الجارية في مثلث الرقة دير الزور البادية السورية، أن الخصوم التقليديين باتوا متفقين على إنهاء تنظيم «الدولة»، الذي يبدو هو الآخر في حالة إرباك تعكسها طريقة دفاعه عن «عاصمته» الرقة.
وأكدت مصادر ميدانية ل «القدس العربي»، أنه بدون أي مقاومة ل»قوات سوريا الديمقراطية»، انسحب التنظيم مؤخرًا من بلدات القحطانية، العدنانية، ربيعة، يعرب، حطين، الخاتونية، الصكورة باتجاه مدينة الرقة مؤخراً، وجميع هذه البلدات عربية وتقع إلى الغرب من مدينة الرقة بمحيط تقدر مساحته ب10كم، ويتراوح عدد سكان كل واحدة من هذه القرى ما بين 10 و15 ألف نسمة.
«قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر عليها «وحدات الحماية الكردية»، باتت تضغط على مدينة الرقة من جهة الشمال وأضحت على مسافة 3 كم من مركز المدينة، ويبدو أنها الآن بأحسن حالاتها إذ قبلت تركيا على مضض، بإعلان الولايات المتحدة اعتمادها على مسلحي «حزب الاتحاد الديمقراطي» في عملية الرقة التي بدأت حسب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ليلة 2 حزيران/يونيو الجاري.
القبول التركي حسب يلدريم جاء بعد أن قدمت واشنطن لبلاده «الضمانات اللازمة، للحيلولة دون انتقال الأسلحة المقدّمة لهم من الولايات المتحدة إلى العناصر الإرهابية الناشطة داخل الاراضي التركية»، حيث ينشط حزب العمال الكردستاني «بي كا كا».
وأشارت المصادر كذلك إلى أن تراجع التنظيم من محيط الرقة إلى مركزها أتبعه تراجع آخر للعديد من العناصر مع عوائلهم، وهذه المرة باتجاه محافظة دير الزور وصولاً إلى منطقة الميادين.
وبات النظام أقرب إلى الرقة بعد سيطرته على منطقة مسكونة، وأخذ بالضغط أكثر من جهة الغرب ويسعى عبر عملية عسكرية وصفت بالكبيرة بدأها الاثنين لبسط نفوذه على مثلث «أثريا خناصر بادية السلمية» وبالتالي السيطرة على بادية «السلمية – الرقة»، وذلك بهدف تأمين خط النفط المتجه من القامشلي مروراً بالرقة وصولاً إلى حمص، من دون أن يغمض عينه عن جبهة دير الزور التي تواجه ضغطا من قبل «الحشد الشعبي» العراقي، وسط تكهنات بإمكانية دخوله الأراضي السورية من جهة دير الزور الخاضعة في معظمها لتنظيم الدولة، لاسيما وأن الحشد وبغطاء جوي أمريكي بات يسيطر على الجزء الأكبر من المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم.
مراقبون يرون أن العمليات العسكرية التي تديرها واشنطن وموسكو عبر حلفائهما أرضاً مع اكتفائهما بالغطاء الجوي، رسمت خريطة النفوذ وفق معادلة «دير الزور لحلفاء موسكو، والرقة لحلفاء واشنطن».
وما يعزز فرضية تقاسم النفوذ التي باتت واضحة في عموم الأراضي السورية التدخل الأمريكي السريع لمنع قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له من الاقتراب من منطقة التنف التي تبعد نحو 400 كلم عن دير الزور، ومن قبلها وضع حد لتمدد عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا في الشمال السوري.