تنافس حاد على رئاسة اليونسكو والعرب تقدموا بأربعة مرشحين فأضعفوا حظوظهم
نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: بدأت عملية اختيار المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وذلك خلفا للسيدة إيرينا بوكوفا والتي على أبواب أن تكمل دورتها الثانية على رأس اليونسكو.
ففقد إكتملت الخميس 27 أيار/مايو الجولة الأولى من المقابلات التي بدأت يوم 26 نيسان/أبريل مع تسعة مرشحين بمن فيهم ثلاث سيدات .
ومن بين المرشحين التسعة أربعة من الدول العربية: المصرية مشيرة خطاب، واللبنانية فيرا الخوري والقطري حمد بن عبد العزيز الكواري والعراقي صالح الحسناوي. ويتوزع الباقون على الصين وفرنسا وفيتنام وغواتيمالا وأذربيجان. وحسب مصادر مطلعة في المنظمة الدولية فإن المقابلات الأولية التي أجريت مع المرشحين التسعة تكلا تشير إلى تقدم ثلاثة من بينهم الصيني تسينغ تانغ، والفرنسية أودري أوزلاي، والمصرية مشيرة خطاب.
وقد كان للأزمة المالية التي عانت منها اليونسكو منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها إحتجاجا على قبول فلسطين عضوا كامل العضوية عام 2010 أثر كبير إنعكس في المقابلات مع المرشحين للتعرف على أفكارهم في التعامل مع هكذا أزمة.
وقد كان أداء بوكوفا مميزا في إستيعاب الأزمة دون تأثير على مجمل نشاطات المنظمة الدولية.
وحسب المراقبين المتابعين لعملية الانتخابات فإن المرشح الصيني تسينغ تانغ هو الأكثر حظا لغاية الآن. ويشغل تانغ حاليا منصب المدير العام المساعد لليونسكو مسؤول عن دائرة الثقافة منذ عام 2010 وقد إنضم إلى المنظمة الدولية عام 1993.
وستضع الصين ثقلها في العملية الانتخابية نظرا لعلاقاتها المميزة مع كثير من الدول النامية ومن السهولة أن تحصل على تصويت الأغلبية في المجلس التنفيذي والمكون من 58 عضوا والذي بدوره يقدم المرشح الفائز للمؤتمر العام لليونسكو لإعتماده مديرا عاما جديدا هو العاشر منذ إنشاء المنظمة الدولية.
أما وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أوزولاي، والتي تنحدر من أصول مغربية لعائلة يهودية عريقة فتعتبر المرشحة الثانية المفضلة للمنصب.
وقد فوجئ الجميع بأن الدولة المضيف تقدمت بمثل هذه المرشحة في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح.
وقد أبدعت في المقابلة التي أجراها معها المجلس التنفيذي مما عزز حظوظها للوصول إلى منصب المدير العام القادم. بالنسبة للوزيرة المصرية السابقة مشيرة خطاب فيرى المتابعون أنها أيضا مرشحة قوية نتيجة الخبرة الواسعة التي عرضتها خلال المقابلة والتي يجمع المراقبون على أن أداءها كان مميزا في المقابلة. وتحظى خطاب بدعم القارة الأفريقية التي لم تقدم أي مرشح منافس للمنصب وقررت أن تدعم المرشحة المصرية.
ويقف المرشح القطري حمد الكواري، وزير الثقافة والتراث والفنون السابق وسفير قطر لدى الولايات المتحدة وفرنسا واليونسكو سابقا في المرتبة الرابعة إنطلاقا من تقييم الأداء في المقابلات إضفة إلى العديد من العوامل الأخرى. سيقوم المجلس التنفيذي بعد إستكمال كافة الإجراءات بانتخاب مرشح واحد في دورته المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول ثم يتم رفع الإسم المنتخب للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته التاسعة والثلاثين في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل عن طريق الإقتراع السري لإعتماد المرشح المقدم من المجلس التنفيذي ليكون المدير العام الجديد لليونسكو.
وقد علق أحد الدبلوماسيين ل»القدس العربي» آثر عدم ذكر اسمه، قائلا إن العرب قد أضعفوا حظوظهم للمرة الثانية بالتقدم بأكثر من مرشح.
«إنظر إلى أمريكا اللاتينة تقدمت بمرشح واحد وأفرقيا التفت حول المرشحة المصرية بينما لم يتفق العرب على مرشح واحد والعمل معا على إنجاحه.
فلا أحد يفاجأ إذا فشل المرشحون العرب الأربعة وقد ينسحب بعضهم قبل الجولة الثانية من الانتخابات».
وكان قد تنافس السعودي المرحوم غازي القصيبي مع المصري إسماعيل سراج الدين على رئاسة اليونسكو عام 2001 فخسر الاثنان معا لصالح الياباني كويشيرو ماتسورا.
أما إنتخابات 2009 فالتف العرب حول مرشح واحد هو المصري فاروق حسني وتفوق على إيرينا بوكوفا في ثلاث جولات أولية وتعادل معها في الرابعة وخسر الخامسة بفارق صوتين 31 مقابل 29 بعد أن غير مندوبان أفريقيان صوتيهما لصالح بوكوفا.