ترامب لست ذكياً بل عبقري

ترامب: لست ذكياً بل عبقري

ترامب لست ذكياً بل عبقري

لم تمض ساعات قليلة على وصول كتاب «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض» إلى رفوف المكتبات في واشنطن، حتى نفدت نسخه سريعاً من دون أن تلبي الطلب الكبير غير المتوقع على الكتاب الذي ألفه مايكل وولف، وينتقد الرئيس الأميركي ويشكك في أهليته لتولي الرئاسة. وكالعادة، لم يتمالك ترامب نفسه، وردّ بمجموعة تغريدات وصف فيها نفسه بأنه ليس ذكياً فقط بل «عبقري راجح العقل جداً»، في وقت توقع المؤلف أن يتسبب كتابه في إطاحة الرئيس الأميركي.
وكتب ترامب على «تويتر» أمس: «في الواقع أكبر نعمتين في حياتي: رجاحة العقل وشدة الذكاء». وأضاف: «من رجل أعمال ناجح جداً أصبحت نجماً تلفزيونياً لامعاً… ثم رئيساً للولايات المتحدة (من محاولتي الأولى). أعتقد أن هذا يؤهل المرء لا لأن يكون ذكياً بل وعبقرياً… عبقرياً راجح العقل جداً».
جاء ذلك خلال استراحة رئاسية في كمب ديفيد حيث يجتمع ترامب بقادة الحزب الجمهوري في الكونغرس لمناقشة أجندتهم التشريعية للعام الحالي. وقال إن منتقديه الديموقراطيين ووسائل الإعلام الإخبارية الأميركية يعودون إلى استخدام «الأسلوب القديم الذي استُعمل مع رونالد ريغان وفي المخابرات، يصرخون مشككين في الاتزان العقلي» لأنهم لا يستطيعون إسقاطه بطرق أخرى.
وكان ترامب جدد هجومه مساء أول من أمس على وولف وعلى مستشاره البارز السابق ستيف بانون الذي أورد الكتابُ تصريحات له. وكتب على «تويتر»: «وولف فاشل تماماً، اختلق قصصاً لبيع هذا الكتاب الممل الكاذب… لقد استغل بانون القذر الذي ولول عندما أُقيل وتوسّل البقاء في عمله. الآن، ستيف القذر نبذه الكل تقريباً كالكلب… شيء بالغ السوء».
غير أن مؤلف الكتاب أكد في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي. بي. سي) أمس، أن ما خلص إليه كتابه من أن ترامب ليس كفؤاً لتولي الرئاسة، أصبح رأياً يزداد انتشاراً. وأضاف: «اعتقد أن أحد المؤثرات المثيرة للكتاب حتى الآن يتمثل في حكاية «الإمبراطور العاري»»، وهي حكاية تراثية تشير إلى أن الحقيقة واضحة للجميع وإن أخفوا علمهم بها، إذ لا يرتدي الإمبراطور شيئاً، لكن الكل يتكتم على الأمر خوفاً من أن يظن الآخرون أنهم حمقى أغبياء. وقال: «القصة التي أرويها تبدو كأنها تصور هذه الرئاسة بطريقة تدل على أنه لا يستطيع أداء مهمته» لكن «فجأة يقول الجميع: يا إلهي، هذا صحيح، هو لا يرتدي شيئاً. تلك هي الخلفية وراء هذا الاعتقاد والإدراك الذي سيضع في النهاية حداً… لهذه الرئاسة».
وحين سئل وولف في المقابلة هل يعتقد بأن بانون شعر بأن ترامب لا يصلح لمنصب الرئيس وسيحاول إسقاطه، أجاب: «نعم». كما رد على مزاعم أن الكتاب أورد معلومات غير صحيحة قائلاً: «هذا ما يسمى بكتابة التقارير. هذه هي كيفية فعل الشيء… أن تسأل أناساً وتقترب قدر الإمكان من الحدث، تُجري لقاءات مع المطلعين على الحدث، وتجري مقابلات مع آخرين على علم بالأمور، فتتعرف إلى الملابسات وإلى أي شخص، ثم تنقل الأمر».
ورد وولف على نفي ترامب إجراء مقابلة معه لبرنامج «توداي»، قائلاً: «قطعاً تحدثت مع الرئيس. لكن إن كان يدرك أن تلك كانت مقابلة أم لا… لا أعرف. بالتأكيد لم يطلب عدم النشر»، مضيفاً أنه تحدث مع أشخاص يتحدثون مع ترامب بشكل يومي بل يتابعون معه العمل «دقيقة بدقيقة».
في غضون ذلك، دعا محامون ممثلون لترامب دار النشر التي أصدرت الكتاب (هنري هولت آند كو) إلى وقف نشره الذي كان مقرراً بعد غد، لكنها بدلاً من ذلك بدأت ببيعه مبكراً. وسرعان ما تصدّر الكتاب قائمة الكتب الأكثر مبيعاً. وهو يصور وضعاً فوضوياً في البيت الأبيض، ورئيساً لم يكن مستعداً كما ينبغي للفوز بالمنصب عام 2016، ومساعدين يسخرون من قدراته. وعلّقت أوليفيا ليثروود (23 سنة) بعد أن حصلت على نسخة من الكتاب: «محتوى الكتاب مثمر للغاية»، في حين قالت دانييل زهانج (22 سنة): «أعتقد أنه كتاب الشهر».

m2pack.biz