بوتفليقة يقرر دورة بكالوريا استثنائية للمتأخرين ويحرج وزيرة التعليم
الجزائر – «القدس العربي»: أعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قرر إجراء دورة ثانية لشهادة البكالوريا بالنسبة للتلاميذ الذين وصلوا متأخرين إلى مراكز الامتحان، والذين أثارت قضيتهم جدلاً واسعاً، خاصة وأن عددهم فاق الألف تلميذ.
وكان رئيس الوزراء قد أعلن أن الرئيس بوتفليقة وعند سماعه شكاوى الكثير من أولياء التلاميذ بخصوص إقصائهم من امتحانات شهادة البكالوريا، بسبب تأخرهم عن مراكز الامتحان لبضعة دقائق، مشددا على أن الأمر لا يتعلق بدورة ثانية لشهادة للبكالوريا، وإنما بمنح فرصة للتلاميذ الذين لم يجتازوا الامتحانات بسبب وصولهم متأخرين، وأن عدد هؤلاء تجاوز الألف، بحسب رئيس الوزراء.
ويأتي قرار الرئيس بوتفليقة ليناقض موقف وزيرة التعليم نورية بن غبريط، التي كانت قد بدت صارمة بخصوص المتأخرين، مؤكدة أنه من غير المقبول أن يصل التلاميذ إلى مراكز الامتحان متأخرين، في حين أن الأمر يتعلق بامتحان مصيري مثل شهادة البكالوريا، وضربت مثالا بالمسافرين عبر المطارات الذين يصلون قبل الرحلة بساعتين على الأقل، ونفت أن تكون هناك أية دورة استثئناية للتلاميذ المتأخرين.
وتجد الوزيرة نفسها في وضعية محرجة، على اعتبار أنها رفضت منح المتأخرين فرصة إضافية، قبل أن يصدر الرئيس قراره، مع استبعاد فرضية أن تلجأ الوزيرة بن غبريط إلى الاستقالة.
جدير بالذكر أن إقصاء المتأخرين من المشاركة في امتحانات البكالوريا أثار نقاشاً بخصوص مدى إجحاف القرار للتلاميذ الذين حرم الكثيرون منهم من مواصلة امتحان مصيري بسبب تأخرهم بضعة دقائق، وتناولت وسائل الإعلام وصفحات جزائرية بمواقع التواصل الاجتماعي قصة تلميذة أصيبت بأزمة قلبية بسبب منعها من المشاركة في الامتحان بسبب وصولها متأخرة ثلاث دقائق، وتداول خبر يقول إن الفتاة توفيت في المستشفى، رغم أنها كانت طوال السنة من المتفوقين، وحصلت على معدل يتجاوز ال17 من 20، ورغم أن المدافعين عن المتأخرين كانوا يتحدثون عن مبررات موضوعية كانت وراء هذا التأخير، مثل مشاكل النقل في مناطق البلاد الداخلية، إلا أن الإعلان عن الإحصائيات الخاصة بالمتأخرين بينت أن أكبر عدد من التلاميذ الذين تأخروا عن الامتحان مسجلون في العاصمة، التي تتوفر على كل وسائل النقل مقارنة بالمناطق الداخلية.
وبإعلان قرار الرئيس بوتفليقة تعتبر هذه ثاني سنة على التوالي يتم فيها تنظيم دورة استثنائية لشهادة البكالوريا، ففي السنة الماضية تم تنظيم دورة ثانية بعد فضيحة تسريب أسئلة العديد من المواد، وذلك ساعات طويلة قبل موعد الامتحان، وتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أن وزارة التعليم نجحت نسبياً في غلق الباب أمام تسريب مواضيع البكالوريا، إلا أنها وجدت نفسها أمام جدل جديد، فرض إجراء دورة استثنائية لشهادة البكالوريا، الأمر الذي فتح نقاشاً من نوع آخر، لأن منح التلاميذ المتأخرين فرصة إجراء الامتحانات في الإفطار وإعطاءهم وقتاً إضافياً للمراجعة إجحاف في حق زملائهم الذين اجتهدوا وحرصوا على الوصول إلى مراكز الامتحان قبل الوقت.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+