أنباء عن مباحثات «حاسمة» للمعلم في موسكو بعد انحسار شبح التدخل الأمريكي في سوريا

دمشق «القدس العربي»: خبراء الهندسة في الجيش السوري منشغلون بإعادة تأهيل مطار الشعيرات العسكري، لا تُعطّلهم الأجواء السياسية المشحونة دولياً، المدرجات وبيوت الطائرات ومخازن الوقود والتذخير وغرف المراقبة والتحكم تجري صيانتها بهدف إعادة المطار الاستراتيجي إلى طاقته العسكرية والتقنية التي كان عليها قبل الضربة الأمريكية.
الضغط الإمريكي والدولي على دمشق الذي بدأ منذ حادثة الكيميائي في خان شيخون وتصاعد بشكل دراماتيكي وصولاً إلى تنفيذ هجمات صاروخية شنتها بوارج أمريكية على مطار الشعيرات بدأ ينحسر وبدأت تتراجع احتمالات التدخل العسكري في سوريا، وفق أوساط سياسية مطلعة.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيجتمع اليوم الجمعة في موسكو بنظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني جواد ظريف. وحسب مصادر مواكبة تحدثت ل «القدس العربي» فإن لافروف سيُطلع المعلم على فحوى ونتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون التي جرت يوم الأربعاء، إذ لدى لافروف الكثير من المستجدات والتفاصيل الجديدة الحاسمة سينقلها إلى الوزير السوري المعلم.
الأوساط وصفت المباحثات التي سيُجريها الوزير المعلم في موسكو اليوم ستكون حاسمة واستراتيجية لجهة تحديد ملامح المرحة المقبلة في الصراع على سوريا. وتقول المصادر ذاتها إن الرئيس بوتن ما كان ليستقبل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لو لم يكن راضياً عن محادثاته مع الوزير سيرغي لافروف التي دامت خمس ساعات. حسب تلك المصادر، لم ينجح تيلرسون في إقناع موسكو بوقف دعمها ل «النظام السوري» بل نجح لافروف في إقناع تيلرسون بضرورة عدم تكرار أية ضربات عسكرية ضد دمشق وأن على واشنطن أن تتجه نحو خيار الحوار السياسي حصراً وتتعاون في مسألة محاربة الإرهاب وانه وبغير ذلك فإن الثقة بين واشنطن وموسكو ستصل إلى درجة الصفر وهذه مسألة في غاية الخطورة.
وكان لافروف أكد أن مباحثاته مع تيلرسون في موسكو كانت مفيدة، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على مراجعة المشاكل كافة التي ورثتها موسكو وواشنطن من الإدارة الأمريكية السابقة، مرجحاً في الوقت ذاته بأن هذه المباحثات لن تأتي بنتائج سريعة. وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي مع نظيره البنغلاديشي إن الحوار السياسي مع واشنطن في كل الأحوال أفضل من تبادل التصريحات، مضيفاً أن المباحثات مع تيلرسون سمحت بتوضيح مواقف البلدين، خاصة بشأن الأزمة السورية.
كامل صقر