قادة الجماعات العنصرية وحركة «اليمين البديل» يحاولون السيطرة على التيار المحافظ في الولايات المتحدة
واشنطن «القدس العربي»: حاول ريتشارد سبنسر مؤسس حركة «اليمين البديل» العنصرية الدخول إلى قاعة مؤتمر المحافظين للعمل السياسي في خطوة قد تكون علامة على ان الحركة التى اصبحت تقود الجماعات العنصرية التى تؤمن بتفوق الجنس الأبيض في الولايات المتحدة تسعى للاندماج مع التيار المحافظ ولكن قادة المؤتمر سارعوا على الفور إلى طرده.
التيار المحافظ لم يعثر حتى الان على طريقة واضحة للتعامل مع صعود حركة «التيار البديل» مما قد يفسرطرد سبنسر من مؤتمر حزبي واحتضانهم في نفس الوقت لقادة من هذه الحركة في البيت الابيض ومنحهم مناصب في غاية الأهمية، وقد وصلت هذه العلاقة المشوشة إلى حد وجود العديد من التفسيرات لمعنى الحركة وما يعنيه هذا المصطلح.
واشترك قادة «التيار المحافظ» وزعماء «اليمين البديل» في مهمة واحدة هي تحدى «المؤسسة الحزبية الجمهورية»، مع اصرار من المحافظين على انه لا ينبغى مقارنتهم مع «اليمين البديل»، وهو مصطلح جامع للحركة القومية البيضاء المتهمة بالعنصرية. وخصص المؤتمر يوما كاملا من أعماله تحت شعار «اليمين البديل الصحيح هو ليس صحيحا على الاطلاق».
ولكي ندرك مدى غموض موقف التيار المحافظ من «اليمين البديل» يكفى ان نعلم بأن كبير الاستراتيجين في البيت الأبيض ستيفن بأنون صاحب أشهر موقع اخباري لليمين البديل كان مشاركا في المؤتمر بصفة رسمية في نفس اليوم الذى علت فيه الشعارات المناهضة للحركة، ومن الواضح، ان هناك مدرسة في التيار المحافظ لا تمانع في احتواء « اليمين البديل «، بدعوى ضرورة ان تكون الحركة المحافظة اكثر شمولا، وهناك مدرسة اخرى ترفض بإصرار محاولات تسلل عناصر الجماعات العرقية العنصرية إلى التيار المحافظ حيث قال دان شنايدر المدير التنفيذي للمؤتمر أن هناك منظمة شريرة تحاول مثل الدودة شق طريقها في صفوف التيار مشيرا إلى انه يجب عدم التعرض للخداع والتضليل بشأن هذا التيار.
واضاف شنايدر أنه تم اختطاف مصطلح «اليمين البديل» من قبل مجموعة فاشية يسارية، مليئة بالكراهية وتحت قيادة شخص تسبب في ضجة بسبب خطابه العنصري القومي واستخدامه لتحية النازية، ويتفق هذا التصريح مع استنتاجات للعديد من المراقبين بأن حركة «البديل» تحاول خداع وسائل الإعلام وخداع الناس والمؤسسات الحزبية لكي يتمكنوا من التطبيع مع الجميع، والخطورة هنا بأنه لا يمكن السماح لهذا التيار بأن يكون طبيعيا لانه ليس جزءا من المجتمع الطبيعي.
ولم يسكت قادة «البديل» عن هذه الاتهامات وخاصة تلك التى اطلقها شنايدر حيث شجب سبنسر السلطة التنفيذية للمؤتمر بسبب اللجوء إلى تنابز الالقاب وعدم معرفتها الجيدة بأفكار الحركة، وبعد ذلك بدأ هو الآخر في شتم الطرف الآخر قائلا بأن شنايدر لديه عقل صغير ومغلق.
خطاب الحزب الجمهوري والتيار المحافظ المعادي للمهاجرين والمسلمين والنساء والاقليات وحماية البيئة وغير ذلك ساهم بالتاكيد في تصاعد التيارات العنصرية بما في ذلك «اليمين البديل» كما ساهم بقصد او غير قصد عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، وبلا شك، اعلان قادة الحزب الجمهوري والتيار المحافظ عن قلقهم من تمدد هذا التيار هو أمر في غاية الخطورة، فالمتطرف هنا يحذر من اخر اكثر تطرفا فما بالك بالضحايا.