قاتل السوريين في بانياس ومرتكب مجزرة «الريحانية» يشارك في مؤتمر «السلام»
دمشق – «القدس العربي»: لعل النسبة العظمى من الشخصيات الموالية للنظام السوري، التي دعتها موسكو إلى مؤتمر «سوتشي»، أو تلك التي أوفدها النظام بذاته، هي شخصيات نكرة سياسية، لا يعرفها حتى المؤيدون أنفسهم.
ولكن على الجانب الآخر، فقد تعمد الجانبان الروسي، والنظام السوري الزج بشخصيات إشكالية في المؤتمر، ك «معراج أورال» منفذ مجزرة بانياس على الساحل السوري في مطلع الثورة السورية، أحد أبرز تلك الشخصيات، بالإضافة إلى قيادات عسكرية أخرى من الميليشيات المحلية، والتي تتهمها المعارضة بتنفيذ انتهاكات واسعة بحق السوريين، وكأن فحوى مشاركة هذه القيادات العسكرية صاحبة الخلفية الدموية، هي فرض الأجندات العسكرية في مؤتمر «سوتشي» والذي يُفترض بأن روسيا أقامته لزرع بذور «السلام» في سوريا.
علي الكيالي، أو من يعرف بمعراج أورال، يتحدر من منطقة «لواء إسكندرون» جنوب غربي تركيا، إلا أنه عاش معظم حياته بين فرنسا وسوريا، وتتهمه الحكومة التركية بتدبير تفجير الريحانية عام 2013 الذي راح ضحيته 52 مواطناً تركياً.
كما اشتهر «أورال» بلقب «جزّار بانياس» في سوريا، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مدنياً سوريا في ريف محافظة طرطوس، غالبيتهم تمت عملية تصفيتهم ميدانياً، إما حرقاً أو ذبحاً بالسكاكين، وذلك بعد إعلانه عن قيادة فصيل «الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» الذي أصبح اسمه لاحقاً «المقاومة السورية»، وهي مجموعة مسلحة موالية للنظام السوري، تعمل في شمال غربي سوريا، وتأخذ على عاتقها القتال ضد تركيا.
ودخل أورال بعلاقات وثيقة مع عائلة الأسد من خلال جميل الأسد، ثم قاد قوات «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون»، بداية عام 2012.
ظهر رئيس منصة موسكو «قدري جميل» في إحدى الصور يصافح قائد ميليشيا «الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون «معراج أورال»، وما أن تناقلت وسائل إعلامية الصورة المشتركة، حتى انهالت التعليقات المثيرة للجدل. فمن المعقبين من رأى بأن موسكو تعمدت تسريب الصورة بهدف إزعاج تركيا، لعدم ممارستها الضغوط على وفد المعارضة السورية الذي غادر منتجع سوتشي دون المشاركة في المؤتمر.
ومنهم من وجه انتقادات لروسيا على خلفية دعوة «معراج أورال»، بسبب ارتكابه لجرائم مروعة بحق المدنيين السوريين في بانياس التابعة لمحافظة طرطوس في عام 2012.