ماكرون يحتفل بعيده في ضيافة الملك فرنسوا الأول
خوري
ما من خطوة يقدم عليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ توليه منصبه قبل نحو سبعة أشهر، إلا وتخضع لمجهر معارضيه الذين يقفون له دائماً بالمرصاد.
وأحدث تلك الخطوات، قراره الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين مع عائلته في بيت قديم يسمى «ميزون دي ريفراكتير» ويقع، في غابة قصر شانبور التاريخي حيث أقام الملك فرنسوا الأول بين عامي ١٤٩٤ و١٥٤٧.
وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن هذا البيت مصنف «أربع نجوم» ويكلف إيجاره لليلة الواحدة ما بين 800 وألف يورو، وهو مبلغ في متناول أي فرنسي ميسور ولا يستدعي صدمة أو دهشة.
وأكدت صحيفة «لا نوفيل ريبوبليك» الصادرة في منطقة لوار، أن حفلة عيد ميلاد الرئيس ستقام في إحدى قاعات القصر الذي يعد من روائع الهندسة المعمارية والمدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة «يونيسكو».
وما أثار حفيظة كثيرين أن ماكرون الذي يصنف بأنه «رئيس الأغنياء»، يمعن في إحاطة نفسه ب «هالة جوبيتر» نسبة إلى أحد آلهة الأساطير الرومانية.
ولم يفوت زعيم حزب «فرنسا غير الخاضعة» (اليسار المتطرف) جان لوك ميلانشون الفرصة، إذ سارع إلى اعتبار الاحتفال بعيد ماكرون في قصر ملكي «فكرة غريبة»، وأضاف: «كوني جمهورياً حتى النخاع، يثير انزعاجي كل ما يمت بصلة إلى رموز الملكية الفرنسية».
واحتدم الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد الخطوةَ ومعارض إياها، ورأى كثيرون أن ماكرون يتعمد منذ انتخابه تجسيد صورة لرئاسته على نقيض صورة «الرئيس العادي» التي اختارها سلفه الرئيس فرنسوا هولاند.
لكن هولاند لم ينج من انتقادات حادة، بسبب اختياره صورة «الرئيس العادي» التي كان بعضهم يرى أنها تنطوي على تقليص لهيبة المنصب. وتعرض هولاند على مدى السنوات الخمس لولايته لحملات من هذا النوع مصدرها اليمين المتطرف، إلى أن حل محله ماكرون واعتمد خياراً معاكساً.
واستهدفت انتقادات ماكرون حتى قبل توليه الرئاسة، وتحديداً عقب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حين حلّ في المرتبة الأولى في مواجهة زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية (اليمين المتطرف) مارين لوبن واحتفل بتقدمه مع أسرته وعدد من معاونيه في أحد المقاهي الباريسية.
وانهالت عليه الانتقادات حينذاك، باعتبار أنه «استبق» إرادة الفرنسيين ولم ينتظر الدورة الانتخابية الثانية واعتبر أنه فائز مسبقاً. وعندما فاز وأقام مهرجاناً للمناسبة في باحة قصر اللوفر، لُقّب ب «جوبيتر» وهو لقب من المرجح أن يلتصق باسمه.
ولا يغيّر في مجريات الأمور شيئاً البيانُ الصادر عن قصر الإليزيه والذي أشار إلى أن «الرئيس وزوجته (بريجيت) يقضيان عطلة نهاية أسبوع بصفة خاصة في منطقة لوار اي شير على نفقته الخاصة»، لكنه سيكون هناك دائماً من يقول إنه يعتمد سلوكاً ملكياً، في حين توجد ملايين من العاطلين من العمل والمشردين والفقراء في بلاده.