لماذا نشرت واشنطن منظومة راجمات صاروخية جنوب سوريا؟
حلب «القدس العربي»: أكد مسؤولون في الجيش الأمريكي مؤخراً، نشر منظومة الراجمات الصاروخية المتعددة «HIMARS» في جنوب سوريا، والتي تهدف وفق مراقبين إلى تعزيز قاعدة «التنف» العسكرية، الواقعة عند مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، وذلك عقب استيلاء ميليشيات إيران على مناطق عدة في البادية السورية ووصولها إلى الحدود العراقية.
ويقول العميد أحمد رحال إن المنظومة الصاروخية المحمولة هيمارس المضادة للدروع، والتي يترواح مداها ما بين 30 و300 كم سيصل مداها ل480 كم وتتميز بالدقة العالية بإصابة الهدف، وهي ليست جديدة على سوريا فقد تم استخدامها من داخل الاراضي الأردنية بالتمهيد الناري ضد تنظيم الدولة أثناء تحرير التنف.
وأضاف ل «القدس العربي» أن هذه المنظومة موجودة في الشمال السوري من قبل الامريكان لدعم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لكن الدفع بها لداخل التنف الآن هو لتأمين جاهزية قتالية عالية، والتدخل لحماية الجنود والمدربين الامريكان والبريطانيين والنرويجيين، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الطيران الذي يحتاج لوقت لزجه في المعركة.
ويعتقد رحال أن نشر المنظومة الصاروخية يخضع للتوافقات الروسية الأمريكية، خاصة بعد اجتماعين عقدا في عمان، حيث ظهر بتلك الاجتماعات تراخي الموقف الأمريكي لصالح إيران والنظام.
وأضاف أن التصريحات الأمريكية لا تتعارض مع وجود رمزي للنظام على معابر الأردن، وبالتالي لن تمانع أمريكا بوجودهم أيضاً على حدود العراق، فأمريكا الآن تساير إيران وروسيا ريثما تنتهي من معركة الرقة وبعدها قد نجد مواقف أمريكية أكثر صرامة.
وقال الباحث السياسي جلال سلمي ل»القدس العربي»: إن نشر منظومة الصواريخ في جنوب سوريا يهدف إلى الامتثال لمبدأ فرصة التكاليف البديلة، الذي يعني اختيار الفرصة الأفضل من أجل تحقيق أكبر مكاسب، فالولايات المتحدة تريد الحفاظ على أمن الدول المحيطة من خلال فرصة السيطرة على الحدود وليس من خلال فرصة تحقيق السيطرة الجغرافية المباشرة المكلفة.
وأضاف، هناك رغبة أمريكية في احتواء إيران وميليشياتها في سوريا عبر التوافق مع روسيا التي لها دور أساسي في اندفاعها للسيطرة على الحدود وليس المناطق الداخلية.
وحسب سلمي، فإن الولايات المتحدة على ثقة تامة بعدم نجاح أو قدرة الفصائل السورية في الجبهة الجنوبية على تحقيق سيطرة وإدارة ناجعة للمنطقة، لذلك الولايات المتحدة تفضل سياسة التوافق مع الدول المعنية بالشأن السوري على سياسة حرب الوكالة.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تبحث عن أي نجاح تواجه به الجبهة المؤسساتية الداخلية من خلال احتواء الأزمة السورية بشكل سريع، ويمكن أن تسجل الإدارة الأمريكية نجاحاً يزيد من ثقة الكونغرس بها وبالتالي تزداد قوتها أمام حكم المؤسسات التكنوقراطية ذات التأثير القوي في عملية صياغة القرار الأمريكي.
وحسب مراقبين، فإن خطوة الولايات المتحدة الأمريكية في نشر منظومة الصواريخ جاءت للحد من تقدم قوات الأسد والميليشيات الموالية له نحو التنف التي تمثلت في وصولها إلى الحدود السورية العراقية، بالرغم من التحذيرات الأمريكية من الاقتراب نحو المعبر الذي يربط سوريا بالأردن والعراق والتي ترجمتها عبر شن ثلاث ضربات جوية استهدفت أرتالاً لقوات الأسد والميليشيات التي تقاتل بجانبها بإشراف إيراني.