محللون: تصريحات تيلرسون بشأن العراق محرجة ونموذج للتعليقات السخيفة للدبلوماسيين بسبب عدم فهمهم للشرق الأوسط
واشنطن «القدس العربي» من رائد صالحة: في زيارته إلى المنطقة، حيث زار كلاً من الممسلكة العربية السعودية ودولة قطر، استهدف ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، إيران وميليشيات الحشد الشعبي بتصريحات حادة طالب فيها بسحب «المليشيات الإيرانية» من العراق.
وقال تيلرسون ان المقاتلين الأجانب الذين ساعدوا في المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» قد حان وقت عودتهم لديارهم عقب تحقيق انتصارات بطيئة ودموية في العراق وسوريا.
القراءة الاولية لتصريحات تيلرسون تشير إلى رغبة أمريكية لاقناع السعودية بلعب دور أكبر في العراق بعد هزيمة التنظيم وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة ولكن النتائج قد تكون بعيدة تماما عن هذا الطموح، وفقا للعديد من المحللين الأمريكيين، فما قاله الدبلوماسي الأول في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدل على عدم تفهم كامل للعلاقات القائمة منذ فترة طويلة في المنطقة في حين رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذه التصريحات قائلا بأنه يرفض التدخل الأمريكي في الشؤون العراقية مشيرا إلى ان (الحشد الشعبي) هم من الوطنيين العراقيين.
واثارت تعليقات تيلرسون الجدل بين خبراء الشرق الاوسط في واشنطن، اذ قالت ماريا أوتاواي من مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين ان تعليقات وزير الخارجية كانت غير واقعية ومربكة، ومن غير الواضح، إذا كان تيلرسون يعنى ان على الإيرانيين العودة لديارهم او اذا كان عناصر المليشيات الشيعية يجب ان يعودوا إلى ارضيهم في جنوب العراق، وقالت أوتاواي ان تصريحات تيلرسون سخيفة بصياغة خرقاء، واكدت ان وزير الخارجية احرج نفسه بهذه التصريحات لأن بيانه منفصل تماما عن الواقع.
الادارة الأمريكية تعتقد أنها (اللاعب الرئيس) في العراق وان لها تاثيرا كبيرا على العراق والحكومة العراقية ولكن وفقا لاستنتاجات العديد من المحللين الأمريكين، فإن الولايات المتحدة مخدوعة بهذا الاعتقاد الذاتي لان إيران لديها تاثير أكبر بلا حدود في العراق رغم رغبة العبادي بالاعتماد بشكل اقل على الإيرانيين.
وقد تعاملت بغداد مع المليشيات الشيعية كضرورة منذ بداية الحرب في عام 2014 ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بما في ذلك معارك استعادة تكريت والرمادي، وحاولت الولايات المتحدة الحصول على التزام من الحكومة العراقية بإبعاد المليشيات الشيعية ولكنها تخلت عن هذا المطلب في حين زادت قوة المليشيات وتصاعد الدعم السياسي من إيران. وقال محللون أمريكيون بانه لا ينبغى على الولايات المتحدة ان تحاول اقامة تحالف بين السعودية والعراق اذ ان واشنطن حاولت منذ فترة طويلة اقناع الدول السنية للقيام بدور اكبر في العراق منذ الغزو الأمريكي في عام 2003، ولكن النتائج قد تكون وخيمة لان ذلك يعنى مواجهة جديدة قد تكون خطرة للغاية بين السعودية وإيران، وفي الواقع، قال العديد من المحللين الأمريكيين ان السعوديين لديهم القليل من الاهتمام في هذا الامر مما يعنى ان السياسة الأمريكية غير منطقية ولا تتشابك تطلعاتها مع الحقائق على الأرض.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الرياض الأحد «الميليشيات الإيرانية» إلى مغادرة العراق مع اقتراب حسم المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية، في دعوة تعكس سعي الولايات المتحدة الحثيث للحد من نفوذ طهران في الشرق الاوسط.
وجاءت الدعوة خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في ختام زيارة للرياض حضر خلالها حفل إطلاق مجلس تنسيقي بين السعودية والعراق الذي ينظر اليه على انه أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة.
وقال تيلرسون «بالطبع هناك ميليشيات إيرانية. والان، بما ان المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية شارفت على نهايتها، فإن على تلك الميليشيات العودة إلى موطنها. على جميع المقاتلين الأجانب العودة إلى بلادهم». لكن تصريحات تيلرسون كانت موجهة أيضا إلى الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، حسب مسؤول أمريكي رفيع.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان «موقف الحكومة العراقية وموقف حكومتنا هو ان تكون هناك قوة امن عراقية واحدة مسؤولة امام الدولة العراقية».
واضاف ان «ما سيحدث لقوات الحشد الشعبي هو اما العودة إلى منازلهم او دمجهم في قوات الأمن العراقية».