محللون: الأسد يكمل رسم «سوريا المفيدة» في معارك حوران
دمشق «القدس العربي»: دأب بشار الأسد على ترديد مصطلح سوريا المفيدة منذ 2015 عندما أفصح عن المصطلح لأول مرة وأعلن فيه محتواه أيضاً، حيث قال إن: «سوريا لمن يدافع عنها وليس لمن يحمل جنسيتها»، وإن من يدافع عنها حسب الأسد هم أولئك الشيعة الإيرانيون والعراقيون والأفغان واللبنانيون، الذين استقدمهم لحماية كرسيه من خلال تأمين مصالح إيران الشيعية على حساب أولئك الذين يحملون جنسية البلاد من الثوّار الذين يمثلون فئات كبيرة من الشعب السوري، وهم من فئة المسلمين «السنة» على الغالب، فقد استبدل بشار شيعة إيران ولبنان والعراق وأفغانستان بالمسلمين السنة أصحاب الأرض والحق في تملكها.
ورأى المحلل السياسي العقيد محمد العطار في تصريح خاص ل»القدس العربي»، «أن بشار الأسد يكمل اليوم وبمساعدة روسيا وإيران رسم وهندسة حدود تلك الدولة التي بشّر بها، بمساندة الميليشيات الطائفية، فمعركة درعا هي محاولة منه لمد حدود تلك الإمارة المفترضة لتصل إلى حدود الأردن، ويقسم بها منطقة حوران إلى منطقتين شرقية وغربية، الخاضعتين أصلاً لفصائل المعارضة، لما سيجني النظام بتقسيمها من مكاسب عظيمة».
وأضاف «أن معارك درعا ستمكن النظام من الوصول إلى أهدافه في تقسيم حوران إمعاناً منه في تجزئة الثورة وشرذمتها، محاولاً إنهاء جذوة الثورة في درعا، وستكون ضربة قاسمة للمرحلة الحرجة التي تمر بها الثورة السورية، بينما القوات الحليفة بقوام إيراني ودعم روسي، تحاول منذ شهر ونيف الوصول إلى معبر التنف الذي يصل العراق بسوريا تنفيذاً لمخطط الهلال الشيعي الإيراني».
وقال الإعلامي عبد الحي أحمد من درعا في تصريح خاص ل «القدس العربي» إن: مقاتلي فصائل الجنوب وبعد خمود جبهاتهم ضد قوات الأسد لعام كامل أثبتوا خلال معركة حي المنشية أنهم قادرون على الصمود، مضيفاً أن هناك دفعات معنوية كبيرة شكلها التقدم في الحي لهؤلاء المقاتلين، كما أن الدعم العسكري لفصائل الجبهة الجنوبية والرغبة الدولية بالتصدي لهذه الحملة يعني الكثير على الأرض وبالأخص أن أبناء وأهالي محافظة درعا يعلمون خطورة وصول الحلف الإيراني إلى الحدود الأردنية، مما يعني القتال حتى الرمق الأخير وحتى كسر هذه الحملة «المحدودة زمنياً»، إن تلقوا الدعم بالأسلحة النوعية، كما حصل قبل أيام بالطائرات المسيرة المفخخة».
وتحدث عن إرادة الحلف الإيراني السوري للوصول إلى الحدود الأردنية، قائلاً: «بالطبع هو يريد الوصول للحدود والسيطرة على المعابر لكن التوقيت غير مناسب، لكن إن حدث أي انهيار فهو لن يوفر ذلك، إلا أن الهدف الأسمى هو استنزاف فصائل الجنوب وتشتيتهم، أما عيون الحلف فتتجه إلى الريف الغربي لدرعا وهو الهدف الرئيسي والتقدم فيه للوصول إلى تل الحارة الإستراتيجي، والتوغل قدر الإمكان لتوسيع مناطق النفوذ في مثلث الموت».