تأقلم الإبل مع البيئة الصحراوية :
من هذه الحقيقة التى أظهرت قيمة الإبل كحيوان يعتبر مصدر للحم واللبن فى مناطق يصعب على غيره حتى العيش فيها وسوف نتعرض بشئ من التفصيل إلى هذه الخصائص السلوكية والفسيولوجية التى تميز الإبل وتمكنه من التأقلم فى المناخ الصحراوى .
*الخصائص الغذائية :
تختص الإبل بقدرة عالية على رعى العشرات من النباتات الصحراوية التى عادة ما تكون أشجار , شجيرات , نباتات عشبية تتميز بقيمة غذائية منخفضة لذلك لا تقبل عليها العديد من الحيوانات الأخرى إضافة إلى هذه النباتات تكون عادة من النباتات الشوكية أو محلية الأمر الذى يزيد من صعوبة استهلاكها من قبل هذه الحيوانات التى تعانى من إلتهابات فى الأمعاء والأعصاب وكذلك العديد من المشاكل فى وظائف الكلية إذا ما إستهلكت نباتات ملحية أو شربت من المياه المالحة ونظرا لقدرة الإبل على تركيز البول فإنه بإمكانها رعى النباتات الملحية وشرب الماء المالح وخلال فصل الصيف يلاحظ احتواء كرش الجمل على كميات كبيرة من الأملاح وتكون نسبة السوائل المالحة حوالى 30% من وزن الجسم وهى أهم مصادر الماء للحيوان فى حالة ندرته وتتميز قناة الإبل الهضمية بكفاءة عالية مقارنة بالحيوانات الأخرى كالأبقار والأغنام وتبدأ مراحل إمتصاص المواد الغذائية فى الكرش حيث يمتص الماء والأملاح ويتم تحويل اليوريا بواسطة الأحياء الدقيقة الموجودة بالكرش إلى بروتينات ميكروبية ذات قيمة حيوية عالية تستعمل فى بناء ونمو جسم الحيوان .
ومن طباع الإبل الرعوية أنها تقضم جزءا بسيطا من نبات ما ثم تتركه وتمضى مسافة ثم تقضم من نبات آخر فهى لا ترعى فى مساحة ضيقة حتى فى حالة وجود مراعى كثيفة وجيدة . ومن المعلوم أن الإبل تستطيع رعى مساحة حوالى 50كم فى اليوم بطريقة طبيعية ولهذا النوع من الرعى مميزات جيدة وعديدة هى :