لم يصدق الناس العرافون؟
هناك عدة أسباب لتصديق الناس للعرافين حتى وإن عرفوا أنهم يخدعونهم ويلجئون لطرق القراءة الباردة وغيرها رغم أن الحقيقة الجلية أمامهم بأنه لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل لأنه في النهاية مجهول وتتدخل في صنعه عدة عوامل في الوقت الحاضر تتآلف من أجل صنع المستقبل فلن ترسب طالما كنت تذاكر ولن تتزوج ما لم توفر النفقات اللازمة وحتى الصدف التي تحدث لك هي أيضا اجتماع لعوامل شتى لا تحددها الصدف بل تحددها عوامل منطقية لكنك للأسف لا تراها فتصدق بالصدق وتصدق أن هناك ترتيب منظم تكتل وجعلك توضع في هذا الموقف ولعل أبرز الأسباب التي يصدق من أجلها الناس العرافين هي:
الرغبة في معرفة المستقبل وما سيحدث لهم فيما بعد، هناك شهوة دائمة لدى الإنسان بمعرفة الأحداث التي ستقع له لأنه لا يأمن ضربات القدر أو نوازل الزمن ويخشى أن يلم به سيئ كما أن القلق الدائم من حلم لا يتحقق يجعله يلجأ لعراف ويصدقه كي ينام مرتاح وقرير البال.
الإيمان بأنه شخص مميز وأنه سيحظى بأشياء مميزة مثله لأنه عادة لن يقول لك عراف أنك ستظل طيلة حياتك في وظيفتك أو ستظل طيلة حياتك في شقتك وأنك لن تتزوج ولن يحبك أحد، دائما سيقول لك أنك ستنتقل لمدينة ما أو ستذهب إلى وظيفة أكثر راحة وأعلى دخلا وهكذا أو أن حدثا مفصليا سيحدث في حياتك وسيغير مسارها وهكذا.