متى أبدأ التحدث مع طفلي الرضيع ولماذا؟
ما أجمل أن تتحدثي مع طفلك ويتفاعل معكِ بصوته وحركاته، في هذه اللحظات يزداد عشقك له وتزداد رغبتك في أن يتعلم الكلام سريعًا، حتى تسمعي كلماته المتقطعة وتمتماته الرقيقة، فأنتِ تريدين أن تسمعي صوتًا جميلًا له بدلًا من صوت البكاء والصراخ الذي يصدره دائمًا، لذلك لا تترددي أبدًا في التحدث مع طفلك معتقدة أن هذه الأصوات التي تردديها لطفلك لن تفيده، فهذه الأصوات التي تصدريها ستساعده على تحسين مهارات الكلام لديه وتجعله ينطق ويتكلم بشكل أسرع.
إن اللغة عند الطفل لا تنشأ تلقائية، بل هي نتيجة تفاعل عدة منبهات تصدر من البيئة المحيطة بالطفل، وبذلك فهذه البيئة يكون لها تأثير إيجابيًا أو سلبيًا في تطور اللغة لدى الطفل، كما أن الأطفال يتعلمون الكلام عن طريق التقليد، ومن خلال سماعهم للعديد من الأصوات المختلفة، لذلك فإن طريقة كلامهم وتطور مهارات اللغة لديهم تعتمد على فرص التقليد التي نتيحها لهم.
تلعب الأم دورًا مهمًا في تطور مهارات اللغة والكلام لدى طفلها، فالأم التي تحدث طفلها وتكلمه دائمًا منذ أشهره الأولى وتجعله يستمع إلى أصوات مختلفة، تعمل على تطوير مهاراته في الكلام وتجعله يكتسب مهارات اللغة بشكل سريع، على عكس الأم التي تهمل محادثة طفلها وتترك الأمر إلى أن يكبر.
عندما يصل الطفل لعمر 4 أشهر، يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالتحكم في صوته إلى حد ما، بحيث يعبر عن حالته الانفعالية، إذا كان مسرورًا فهو يتمتم ويضحك، وإذا كان منزعجًا فهو يبكي ويصرخ بشدة.
وتكون هذه الأصوات التي يصدرها الطفل بمثابة تسلية له، وعادة ما يتوقف عن ممارستها عندما يسمع صوتًا آخر أو ضوضاء بغرفته، حيث نجده يكرر بعض المقاطع الصوتية، مثل: إغغغ، نانانا، باااا، آآه وتتزايد قدرته على هذه العملية إذا ما ساعدته أمه على تكرار بعض الحروف أو الكلمات ذات المقاطع الصغيرة.
ومع زيادة قدرة الطفل على التحكم في عملية التنفس وأجهزة النطق، تزداد لديه قدرة إصدار المقاطع الصوتية، كما أنه يحاول استخدام درجات صوت وطبقات مختلفة كوسيلة للعب أو إثارة الانتباه، وعندما تبدئين في مداعبته ببعض الأصوات كأن تنادينه باسمه أو اسم الدلع أو تغنين له، سيتجاوب معكِ ويحاول تقليد الأصوات التي تصدرينها.
كيف يمكنكِ التحدث مع طفلك في هذا العمر؟
نقدم لكِ بعض الاقتراحات التي تساعدك على تطوير مهارات طفلك اللغوية من شهره الرابع:
– تحدثي لطفلكِ دائمًا عندما يكون مستيقظًا حتى لو بدا الأمر أنكِ تتحدثين إلى نفسك، وإذا لم تجدي ما تقولينه له، غني له أو اقرئي له كتابًا بصوت مسموع.
– شاركي طفلك الكلام عما يحدث حوله، مثل أن تقولي له: “لقد جاء بابا.. هيا نذهب لنرى ماذا أحضر لنا”، أو “يبدو أنك تشعر بالتعب هيا لتنام” أو “سنغيّر الحفاضة الآن حتى تصبح مرتاحًا بصورة أكبر”.
– عندما يصدر طفلك بعض الأصوات الغريبة، تجاوبي معه واصدري له نفس الأصوات وقلدي تعبيرات وجهه والأصوات التي يصدرها، وبهذا تشاركينه فيما يفعل وتتطور قدرته على إصدار الكلمات.
– استخدمي درجات صوت مختلفة، وغيّري في تعبيرات وجهك خلال كلامك مع الطفل، وبهذا ستتمكني من جذب انتباهه لكِ ولكلامكِ بشكل أكبر.
– عندما تتحدثي مع طفلك رددي بعض الأصوات عدد من المرات، وحاولي تشجعيه على تكرارها.