يحتاج القائد الحقيقي أن يتمتع بالثقة في النفس قبل خدمة الناس
لكي لا نقع في فخ سلطة القيادة بوصفها الهدف النهائي، فيمكننا أن نغير اهتمامنا بدلاً من تمحوره حول ذواتنا، إلى أن يصبح محور اهتمامنا منصباً حول الآخرين، حيث التواصل الفعال معهم وتوفير أجواء مناسبة وبيئة عمل إيجابية ونشطة.
إن المرحلة أو الخطوة الضرورية الثانية من خطوات القيادة المؤثرة والفعالة، هي أن يتقبلنا الأشخاص الآخرون كقادة لهم، لا أن يرفضونا. فكما نقضي أوقاتنا مع أصدقاء يحبوننا ومن ثم تصبح تلك الأوقات ممتلئة بالإيجابية والتواصل الناجح والحقيقي بيننا، كذلك فإن تقبل الآخرين لنا في عملية القيادة لهو أمر ذو أهمية بالغة من أجل أن تسود علاقات إيجابية وتواصل جيد وسهل معهم وبالتالي نتمكن من خدمة الناس .
ولكي تحصل على هذا القبول أو الموافقة على القيادة من الآخرين، فعليك أن تهتم ببناء علاقات قائمة على التواصل القائم على اللطف والمودة وليس العدوانية، فحينما نتفاهم مع الآخرين ونطلب منهم القيام بمهام معينة بأسلوب هادئ، فإنهم سوف يستجيبون، على عكس ما إذا طلبنا منهم ذلك بحدة وعنف، فسوف يكون رد فعلهم هو الابتعاد والرفض والدفاع.
إن خدمة الناس تحتاج إلى الثقة والتي تعتبر من المفاتيح الأساسية لقيام القيادة، فلكي يتقبلك الناس لتقودهم لابد أن يشعرون تجاهك بالثقة وبالتالي يسمحون لك بقيادتهم طالما كنت موضع تقدير وأنك قادر على رعاية كل فرد وتحمل مسئوليتهم وعلى اتصال وعلاقة فعالة وقوية بهم. فعلى الرغم من أنك القائد، لكنك ترسل إليهم دائماً رسالة مفادها أنك جزء منهم ومشارك لهم في كل المواقف السهل منها والصعب وبأنها مسئولية مشتركة بين جميع الأفراد يحملونها على عاتقهم معاً من أجل تحقيق هدف وقيم ومبادئ العمل أو المؤسسة التي يعمل تحت مظلتها الجميع.