أهمية علم الاجتماع في حياتنا
قد يتبادر إلى أذهان الكثير منا سؤال شائع وهو عن مدى جدوى دراسة مثل تلك العلوم فقد ينظر البعض إلى علم الاجتماع وأمثاله كمضيعة للوقت والجهد ومن الأجدر تكريسهما لعلوم أخرى أكثر أهمية كالسياسة والاقتصاد والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم، ولكن على العكس علم الاجتماع له أهمية كبيرة جداً تعادل أهمية العلوم الحياتية الأخرى بل وتتفوق عليها أيضاً على الرغم من أن مكاسب علم الاجتماع معنوية أكثر من كونها مادية أو عينية بعكس باقي العلوم الأخرى؛ فمكاسب علم الاجتماع تكمن في فهم الظواهر المجتمعية وبالتالي تقويمها والوصول بالمجتمع إلى بر الأمان، فبعد دراسة البنود السابقة في علم الاجتماع سيتحقق التالي:
فهم ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافة خاصة به تتمثل في اللغة والملبس والأعياد وطبيعة الحياة ككل في المجتمع، ومن خلال علم الاجتماع ستتمكن من تحليل كل تلك الظواهر السابق ذكرها إلى عناصر مفردة والتي ستوفر لك نظرة مفصلة على ثقافة المجتمع وتميزها إلى نقاط إيجابية تستفيد منها وأخرى سلبية تبتعد عنها.
نهضة المجتمع: بفهم الظواهر التي يقوم عليها المجتمع ومن خلال مبادئ وأفكار علم الاجتماع يمكن إنشاء روابط عمل سليمة ومتينة بين أفراده مما يساهم في رفع مستوى العمل بشكل عام في مجالاته المختلفة وتحقيق نسب أعلى من الربح تعود بالفائدة على أفراد المجتمع.
تحقيق الأمن المجتمعي: ويقصد بمصطلح الأمن المجتمعي وجود روابط اجتماعية سليمة بين أفراد المجتمع تخلو من أي شوائب تعكر صفوها؛ فعلى سبيل المثال إذا وجد علماء الاجتماع أن هناك نوع معين من الجرائم بدأ في الانتشار بشكل واسع في المجتمع فعليهم أن يبدؤوا على الفور في دراستها وتحليلها تحليلاً مفصلاً والخروج من الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات الدقيقة التي تفسر سبب انتشار تلك الجريمة مع إيجاد الحلول المناسبة للتخلص من تلك المشكلة، وهكذا يعمل علم الاجتماع على دراسة كافة الظواهر السلبية التي تطرأ على حياة أفراد المجتمع وتؤثر عليهم بشكل كبير ووضع الحلول الجذرية لها مما يحقق الأمن المجتمعي بين أفراده.
وضع سياسة مجتمعية عامة: فبالتحليل الشامل لأركان المجتمع وعناصر القوة والضعف فيه يمكن وضع أهداف عامة يسير عليها قادة النظم المختلفة تؤدي بهم للنجاح المضمون، وهو الأمر الذي ينطبق على قادة الحكم الذين يرغبون في وضع برنامج انتخابي لهم فيمكنهم الاستعانة بعلماء الاجتماع الذين تعمقوا في دراسة المجتمع وظواهره المختلفة وكذلك رؤساء الشركات والراغبين في الاستثمار بالأخص إذا كانت وجهتهم مجتمع جديد لم يتعايشوا معه من قبل فعندها سيوفر لهم علم الاجتماع كل ما يحتاجونه لفهم المجتمع وطبيعة أفراده وسلوكياتهم وبالتالي يتمكنون من وضع الخطة الصحيحة لبدء العمل الخاص بهم؛ فعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب في بيع الكتب المختلفة فيجب عليك البحث عن مكان مازال يقبل أهله على المطالعة ولم ينساقوا خلف التكنولوجيا الحديثة والعكس إذا أردت بيع أجهزة إلكترونية متطورة فسيتوجب عليك حينها البحث عن سوق عمل أكثر تطوراً ومواكبة مع العلم الحديث.