اتخاذ المبادرة في خدمة الناس هي سمة القائد الحقيقي
يميل الناس عادة إلى الاحتفاظ بالأمور والأوضاع على ما هي عليه، ومن ثم يفضلون أن ينتظروا حدوث التغير التلقائي. ويصبح شعارهم (دعنا ننتظر ونرى ماذا سيحدث). والحقيقة أن المواقف التي نواجهها في حياتنا الشخصية والعملية، وأيضاً العادات التي نمارسها يومياً وبشكل تلقائي، قلما تتغير بهذه الطريقة السلبية، من خلال الانتظار.
لذلك عليك أن تنتبه إلى الملكة ونقاط القوة التي ما زلت تمتلكها في يدك، وهي حريتك في الاختيار وطرح المبادرات واختيارك للطرق والأساليب المناسبة لك في أي موقف تواجهه دون أن يتحول سلوكك إلى مجرد رد فعل واستجابة للمؤثرات الخارجية فقط. فمن أجل معرفة واكتشاف نقاط عظمتك الخاصة، وتميزك الشخصي، قم بامتلاك زمام المبادرة في يدك وكن مسئولاً عن اختياراتك. ومن ثم يصبح شعارك (سأختار فعل ذلك) وحينها تتمكن من خدمة الناس .
فحينما تواجهك صعوبات وتحديات مع مديرك في العمل، ويصبح مصدر للإزعاج والإحباط المستمر لك، من خلال سلوكياته تجاهك وقراراته التي يتخذها؛ عندئذ قد تتخذ مسلك سكوني وسلبي ومن ثم تصمت حتى يتم حل المشكلة بشكل تلقائي سواء من خلال مديرك أو من خلال ترك العمل والاستقالة. ومع ذلك هناك طريق آخر تستطيع أن تسلكه وهو أن تدرك ما لديك من حرية التصرف والمواجهة والاختيار وعدم الصمت. فقط عليك أن تبادر وتتحمل مسئولية قراراتك. إن هذه المبادرة والاختيار الحر هما ما سوف يظهروا صوتك الخاص وملكاتك الكبرى التي تمتلكها ولا تتحقق خدمة الناس إلا بذلك.
وعندها ستجد أنك أنت من يستطيع تحريك الأمور والدفع بها نحو الاتجاه الذي تريده، حتى على الرغم من كونك مجرد موظف ولديك رئيس هو المسئول عن القرارات الكبرى. صحيح، أن ثمة أمور ومواقف سوف تخرج عن سيطرتك أو قدرتك على التأثير فيها، فعليك أن تتبني طريقة التفكير التي ترى انه مازال بيديك بعض الخيوط التي تستطيع أن تحركها أنت وحدك فقط، مثل اتخاذك لأسلوب وطريقة التفاعل والتعامل مع الموقف الذي تواجهه. فمهما وصلت الأمور بك نحو التأزم فتأكد أنك ما زلت تمتلك بعض من القوة الخاصة بك في يدك.