العقاب بدون توبيخ أو تهديد
إذا كان طفلك يخاف منك فلا تعتبر خوفه علامة على حسن تربيتك له، خوف طفلك منك ناقوس خطر ينذرك بأنك تنشئ طفلاً ضعيف الشخصية، لذا عليك أن تنتبه جيداً.
لا تجعل عقابك لطفلك هو أول ما تلجأ إليه في حالة عدم اتباعه لتعليماتك أو قيامه بأمر سبق وحذرته منه باعتبار أنك بذلك تربيه، فالعقاب له أسس وقواعد ولا يجب أن يكون الضرب وسيلة لعقاب طفلك في أي حال من الأحوال عليك أن تتجنب العنف تماماً فالعنف دائماً ما يأتي بنتائج سلبية، فإما أن يصبح طفلك ضعيف الشخصية أو يصبح عدوانياً وأياً كانت النتيجة فإنها لن تكون لصالحك أو لصالح طفلك.
أولاً إذا أردت أن تنهي طفلك أو تمنعه عن عمل ما عليك أن تنظر إلى عينيه وتوجه له رسالة صريحة صارمة بعدم القيام بما فعله مرة أخرى واشرح له سبب نهيك له عن القيام بهذا الأمر، لكن احرص على ألا تهدده فالتهديد يأتي بنتائج عكسية وستجعل طفلك دائم الخوف منك وبالتالي سيصبح طفلك ضعيف الشخصية.
في معظم الحالات لن يقدم طفلك على القيام بهذا الأمر مرة أخرى لكن ماذا إذا كرره فعلته مرة أخرى؟ في هذه الحالة يأتي دور العقاب، ينبغي أن يكون عقابك على قدر الفعل، وأفضل وسيلة لمعاقبة طفلك هي العقاب الافتراضي، كيف؟
العقاب الافتراضي هو قيامك بحرمان طفلك من شيء لم يملكه قط مثلاً أن تقول له أنك كنت تنوي أن تصطحبه للملاهي والآن بعد أن قام بهذا الفعل فإنك قد غيرت رأيك أو أنك كنت تنوي شراء لعبة جديدة والآن لن تشتريها له، في الواقع انت لم تكن ستصطحبه للملاهي ولا ستشتري له لعبة لكنه سيفهم أنه معاقب. وبذلك يأتي عقابك بالنتيجة المرجوة منه وهو امتناع الطفل عن الأفعال الخاطئة بدون أن تستخدم الصراخ أو الضرب أو التوبيخ حتى لا تضعف شخصيته وتؤثر بالسلب على تكوين شخصية الطفل .