نظرية التحديد الذاتي كيف يمكنك فهم نظرية التحديد الذاتي بسهولة؟

نظرية التحديد الذاتي : كيف يمكنك فهم نظرية التحديد الذاتي بسهولة؟

نظرية التحديد الذاتي كيف يمكنك فهم نظرية التحديد الذاتي بسهولة؟

حرية الاختيار
يُقصد بحرية الاختيار في نظرية التحديد الذاتي أن يكون الشخص هو المسئول عن اختيار قراراته الشخصية، سواءً القرارات المتعلقة بالعمل الذي يرغب في تأديته، أو الطريقة التي سوف يتّبعها في تنفيذه على سبيل المثال.
وهذا لا يعني أن الشخص في هذه الحالة يجب أن يستقل عمّن حوله لكي يطبق حرية الاختيار، فهو من الممكن أن يختار شيء مما يمارسه الناس من حوله، لكن الأهم دائمًا هو أن يكون الاختيار نابع من داخله.
وهنا يأتي دورنا في إشباع هذا الاحتياج بأن نوفّر للشخص قائمة بالأشياء التي يمكنه أن يعمل بها، فلا نفرض عليه الاختيار، حيث أن شرح الدوافع الداخلية في نظرية التحديد الذاتي يخبرنا أنها تحدث عندما يفعل الإنسان الشيء الذي يحبه ويجد شغفه به.
وهذا لا يعني أنه لا ينبغي علينا أن نقدم له النصيحة مثلًا حتى نترك له الاختيار، لكن الأهم هو ألا نجبره على فعل شيء لمجرد رغبتنا في ذلك، أو اعتقادنا أن ما نختاره له هو الصواب، فهذا ما يفعله الأهل في الكثير من الأحيان مع أولادهم باختيارهم للعمل الذي يجب عليهم ممارسته في المستقبل، والصواب هنا أن يسرد الأهل كل الاختيارات المتاحة لأولادهم، ولا مانع بالطبع من إسداء النصيحة، شرط ألا يشعر الولد بأنها إجبار.
الكفاءة
الكفاءة هي المكون الثاني في نظرية التحديد الذاتي بعد حرية الاختيار، وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بها. فالشخص عندما يقرر أن يفعل شيئًا ما، يجب عليه أن يكون قادرًا على توقع النتائج من العمل الذي سوف يؤديه، وأن يعرف درجة قدرته على تنفيذه.
وهو شيء لا يلتفت إليه الكثير من الأشخاص، فعلى الرغم من أهمية أن يُمنح الشخص حرية الاختيار، لكنه يجب أن يكون مدركًا لنتائجه التي سوف تأتي لاحقًا.
فالبعض مثلًا يؤمن بشغفه جدًا، وأنه يجب أن يفعل أي شيء في إطار هذا الشغف، لكنه ينسى أنه قد لا يملك الكفاءة التي تمكنه من تطبيق هذا الشغف بالشكل الصحيح.
لذلك فإن نظرية التحديد الذاتي جمعت بين حرية الاختيار وبين الكفاءة، لأن الأولى تمنح الشخص الشغف لتنفيذ ما يحب، لكن الثانية تمنح الشخص القدرة على تنفيذه، وكلاهما يجب أن يتجمعان سويًا لكي يشعر الإنسان بالراحة.
الشعور بالارتباط
الآن بعد أن فهمنا دور كلًا من حرية الاختيار والكفاءة، سوف نتحدث عن آخر مكونات نظرية التحديد الذاتي والتي تتمثل في الشعور بالارتباط، أي رغبة الإنسان في إحساسه بأنه جزء من المجتمع من حوله، وأن ما يفعله له أهمية لدى الناس الموجود معهم.
وهذا شيء منطقي جدًا، لأن هناك العديد من الأشخاص لا يشعر بالإنجاز إلا بتقدير الأفراد له، وبالتالي مهما بلغت درجة كفاءته في عملٍ من اختياره، فقد لا يشعر بالتحفيز للمتابعة والاستمرار إلا بعد أن يعرف رأي المجتمع.
مثلًا الشخص الذي يكتب أو يرسم، ينتظر رأي الناس في المنتج الخاص به، ويشعر بالإنجاز والدعم طبقًا لما يُقال منهم، ويحفّزه هذا للمتابعة في عمله.
لذلك كان لا بد من وجود عنصر الارتباط في نظرية التحديد الذاتي لأنها تكمل أضلاع المثلث لدى الشخص.
فهو إن امتلك حرية اختياره لما يريد، وأيضًا بلغ قدرًا عاليًا من الكفاءة في تنفيذه، مع وجود ارتباط بينه وبين الناس من حوله بما يفعله، يصبح قادرًا على تحفيز ذاته وألا يحتاج إلى الدوافع الخارجية كالمال أو الجوائز للمتابعة فيما يفعل، على عكس من يفعل شيئًا بالإجبار، فهو ينظر إلى المقابل منه طوال الوقت باعتباره التعويض عن كونه لا يحب العمل الذي ينفذه، لذلك اهتم دائمًا بأن تحاول تطبيق نظرية التحديد الذاتي على نفسك، ستجد أنك تشعر بالراحة دون الحاجة إلى أي دافع خارجي يساعدك.

m2pack.biz