ما هي الذكريات الكاذبة ؟
الذكريات الكاذبة هي عندما تستدعي ذاكرتك حادث ما من داخلها، ولكن في حقيقة الأمر هي أن ذلك الحادث لم يحدث قط! في هذه الحالة يكون ذلك الحادث عبارة عن ذكرى كاذبة أو خاطئة نتاج خطأ من ذاكرتك وعقلك. ولكن لماذا يحدث هذا؟ الحقيقة هي أن عقلك لا يعمل ضدك في جانب الذكريات تحديدا، فهو لا يقصد أن يزرع بداخلك الذكريات الخاطئة من باب إزعاجك فقط. بل يكمن الأمر برمته في عملية الذاكرة عموما، سواءا استعادة ذكريات حياتية أو استعادة معلومات ذاكرتها من قبل أو بعض التفاصيل التي حدثت خلال موقف سابق مثلا.
تخيل معي أنك تسير في الشارع وكان هناك شخص لا تعرفه مار بجانبك. ثم حاولت أن تتذكر (أو سألك أحدهم) عن الحقيبة التي كان يحملها هذا الشخص، أو عن لونها، أو عن أي شيء يخص هذا الشخص الذي لم تلمحه إلا لجزء من الثانية. سيحاول عقلك حينها استعادة تفاصيل ذلك الجزء من الثانية وستبدأ في التشكيك بأجوبتك التي ستطرحها على نفسك. فأنت ستقول مثلا أن هذا الشخص كانت يرتدي قبعة بنية اللون. مهلا، هل كانت القبعة بنية أم المعطف هو البني؟ هل كان يحمل حقيبة؟ هل كان لون بنطاله فاتحا أم غامقا؟ بل ربما تدخل عقلك في محاولة تلييق الألوان على بعضها، فيختار لونين يتناسقان سويا للقميص والبنطال (هذا إن كان مرتديا قميصا وبنطالا حقا!). عقلك لا يحاول خداعك أو مراوغتك، وإنما هو فقط يحاول ملأ فراغات التفاصيل التي لم يتمكن من مشاهدتها لمدة كافية ليتعرف عليها.