ما هو الحظ؟
قيل في الحظ أنه حدث عارض بالجيد أو القَمِئ لا دخل للإنسان فيه نيةً وإرادةً ونتيجةً، أي أنه حدث غير مُتوقع لا رغب الإنسان فيه ولا سعى إليه ولا خطط له مُسبقًا. ولكل ثقافة من الثقافات على تعددها في المجتمع الواحد نظريات وآراء ومُحركات عملية فيما يتعلق بالحظ، فمنها ما يصور الحظ على أنه فرصة عشوائية مُفاجئة تحدث للإنسان، ومنها ما يربط بين الاعتماد على الحظ وبين مجموعة من التفسيرات العقدية الإيمانية، ومنها ما يشطح بفكره حول الحظ ناسجًا خُرافات وأساطير.
وجدير القول إن مفهوم الحظ تعددت صوره الفلسفية، فالحضارة الرومانية القديمة قد ربطته بالآلهة ومدى رضاها عن الإنسان وخصوصًا الإلهة فورتونا، بينما “دانيال دينيت” فقد أكد على كونه مفهوم مُجرد من التعريف؛ فطالما أنه حدث خارج عن الإرادة فلا حظ بشري في تعريف الحظ، أما “كارل يونغ” فأكد ألمح إلى أنه صدفة يتزامن مغزاها مع معنى واقعي يصنع الإنسان بداياته.
وسواءً اتفقنا أو اختلفنا على ما سُرد من مُحاولاتٍ لتوضيح مفهوم الحظ، إلا أن المؤكد لنا جميعًا أن الحظ مُتغير؛ فلن يستقيم حظ شخص ما على جودته المُستدامة، ولن يستقيم على تعثره وسوئه إلى ما لا نهاية.
كما أننا بشيء من العقلانية لابد وأن نتفق على أن الاعتماد على الحظ هو الجزء المُتبقي بعد بذل كل المجهود المطلوب أملًا في النجاح، وإلا أصبح متكأ وحجة للفاشل.