بداية صاحب الشخصية القوية
توجد أسبابٌ تجعل حتى الأطفال في صغرهم يتباينون ويختلفون في الشخصية وكثيرًا ما يرجع ذلك للأبوين وأهل البيت الذي يعيش فيه الطفل وطبيعة المعاملة التي يتلقاها، لو نظرت قليلًا غالبًا ما ستجد أحد أبوي الطفل صاحب الشخصية القوية أو كلاهما أصحاب شخصياتٍ قوية ومؤثرة سيتأثر بها الطفل كثيرًا وسيرى ويسمع إعجاب من حوله بهما وباستقلاليتهما وقوتهما فيبدأ لا إراديًا يتطبع بطبعهما، ولا أتحدث هنا عن الأبوين صاحبي الشخصية القوية التي تطغى وتتسلط على شخصية ابنهما حتى أنها تسحقها تمامًا ويتحول الطفل لضعيفٍ انهزاميٍ متواكلٍ على الغير، الشخص القوي السليم لا يأخذ قوته على حساب ضعف الآخرين وإنما ثقته بنفسه وقوته تجعله يأخذ بأيديهم ويكون سندًا لهم حتى يصبحوا أقوياء مثله، الأب القوي السليم سيساعد ابنه على الحصول على القوة والاستقلال وسيوجهه إلى الطريق الصحيح الذي يجد نفسه وقوته فيه، يحصل الطفل القوي على فرصةٍ للتعبير عن نفسه والتصرف في بعض قراراته والإحساس بالمسئولية وأنه مسئولٌ عن حياته، أحيانًا يخرج طفلٌ قويٌ من ظروفٍ غريبة وغير محسوبة كعائلةٍ مفككة حصل الطفل فيها على مسئولية إخوته الصغار في سنٍ صغيرة، أو كتعاملٍ خاطئٍ من الأبوين جعلاه يتخذ العناد سبيلًا حتى تمرد فحصل على مقدارٍ من القوة رغم أنها قوةٌ غير مشذبةٍ بعد، ثم تأتي مواقف وظروف الحياة بعد ذلك وتتابع على الإنسان فتصقل شخصيته وكلما حصل على فرصةٍ أكبر على تحمل المسئولية ورفع صوته برأيه وإرادته كلما كبرت شخصيته وزادت سلطتها عليه ودفعته لانتزاع حقه في المسئولية والسيطرة وإعلاء الرأي بعد ذلك.