القراءة والاطلاع المواد الخام لمصنع الحكمة
الحقيقة أن القراءة هي البداية المثالية لأن تكون شخص ذو شأن في الحياة بالكامل وليس فقط لكي تبني مصنع حكمة في حياتك. لأن القراءة ليست مجرد معلومات تدخل عقلك فالأمر ليس كذلك بل إن القراءة هي عبارة عن تمرين كبير للعقل. حيث أن عقلك مثل جسدك عضلة تحتاج إلى التمرين وكلما تدربت أكثر كلما كانت كفاءة العضلة أكثر لمدة طويلة من الزمن. وبما أن المعرفة والإدراك هي أكبر التمارين الرياضية للعقل إذاً الذين يقرأون يضمنون في الغالب عقل واعي وحكيم. غير كل هذا سيدي الفاضل فالقراءة تفتح مدارك عقلك على الآخرين والآراء المختلفة وبما أنك تقرأ فحتى لو كنت ناقد أو مختلف للرأي الذي تقرأه فلن تكون عنيف ببساطة لأنك تقرأ، ومن هنا يبدأ العقل في قبول أي رأي أخر بصورة محترمة. ولذلك معروف أن الوسط الثقافي هو وسط راقي ويشمل التنوع في كل شيء الأديان والأعراق والعقليات والجميع يقبلون الجميع لمجرد أن كلهم يقرأون. والأمر ليس بغريب عنهم أن يقابلوا أراء مثل التي يتبناها بعض الناس لأنهم قرئوها من قبل في كتب وصار الأمر عادي. أيضاً القراءة تجعلك مطلع على التاريخ ومن التاريخ تجد الخبرة المجسدة في الكلمات ولذلك وبمعنى أوضح، وقود مصنع الحكمة الجيدة يكون من التاريخ حيث المشاكل وحلها وتكرارها مئات المرات وباختلاف الحلول. ومع الوقت والقراءات الكثيرة تكون قد اطلعت على ثقافات وحضارات وسياسات وتكون في سن صغير قارئ جيد للواقع بصورة مذهلة وواثقة وفعالة ورأيك في الغالب سيكون صحيح، ببساطة لأنك قرأت التاريخ وتفهم كيف تسير الأمور لأنها تتكرر في الغالب.