أبرز الوظائف التي تحتاج إلى الذكاء الاجتماعي
بما ذكرناه عن تعريف الذكاء الاجتماعي في الفقرة الماضية، فإنه يمكننا التأكيد على أنه توجد بعض الوظائف التي تعتمد على هذا النوع من الذكاء، وكلما كانت درجة الذكاء أعلى كلما كانت إمكانية تأدية الوظيفة أفضل.
مثلًا الفارق بين شخص وآخر في وظيفة المبيعات التي سنتحدث عنها، قد يعني فارق في الربح المادي الذي سوف يحصل عليه كلاهما، وليس فقط المال، بل أيضًا ثقة الأشخاص به، وقابليتهم للتعامل معه فيما بعد.
ذلك يعني أن الذكاء الاجتماعي هو شيء ضروري من أجل النجاح في هذه الوظائف، وأيضًا أنه على الشخص السعي دائمًا لأن يجعل درجة هذا الذكاء تزداد لديه بشكل مستمر.
أغلب الوظائف التي تحتاج إلى الذكاء الاجتماعي هي الوظائف الخاصة بالتجارة، والتي تعتمد على التعامل المستمر بين طرفين. والآن يمكننا أن نبدأ الآن في الحديث عن هذه الوظائف.
المبيعات
الوظيفة الأولى التي سنتحدث عنها هي وظيفة المبيعات، باختلاف شكل المبيعات الذي يتم تأديته. فقد يمارس شخص المبيعات من خلال كونه تابعًا لشركة، ويعمل في وظيفة مندوب المبيعات. أو يمكن أن يؤدي شخص المبيعات من خلال كونه يعمل في متجر، سواءً كان يملكه أو تابع لشخص آخر.
يظهر الذكاء الاجتماعي هنا في قدرة رجل المبيعات في الحصول على العملاء الذين يريدهم، وأن يقوم بممارسة البيع بالسعر الذي يرضيه، بجانب بناء علاقة معهم، بحيث يضمن استمرارية لعمله طوال الوقت.
فأنت مثلًا قد تجد نفسك دائمًا تفضل الشراء من شخص بعينه، سواءً بسبب السعر الذي يقدمه، أو بسبب طريقة التعامل التي يقدمها لك. لذلك فإن رجل المبيعات يجب أن يتمتع دائمًا بدرجة عالية من الذكاء الاجتماعي حتى يمكنه بناء علاقات جيدة مع العملاء، من أجل تحقيق أفضل ربح منهم.
التسويق
الوظيفة الثانية التي سنتحدث عنها، من الوظائف التي تعتمد على الذكاء الاجتماعي هي التسويق.
قديمًا، كان الهدف الرئيسي من التسويق هو التركيز فقط على عملية البيع، وأن يحصل العميل على المنتج المناسب من وجهة نظرنا. أما اليوم، فقد حدث تطور في علم التسويق، وأصبح التركيز الرئيسي على العميل باعتباره المحور الهام في عملية التسويق، وأنه يجب علينا أن نعمل على إرضاء احتياجاته بالشكل المطلوب.
وهذا الأمر كي يحدث، فإننا بحاجة إلى أن تكون لدينا درجة عالية من الذكاء من الاجتماعي حتى يمكننا أن نفعل ذلك بالشكل الصحيح. لا سيما مع وجود العديد من الشرائح الخاصة بالعملاء، والتي يحتاج التعامل معها إلى إدراك طبيعة كل منها. أيضًا التسويق يمر بمراحل متعددة، والنجاح في وظيفة التسويق، يعتمد على إتمام هذه المراحل بأفضل شكل ممكن.
من أبرز هذه المراحل هي مرحلة الترويج والإعلانات، لأن هذه المرحلة تعتمد على الاحتكاك بالعميل، ومحاولة تقديم المنتج له في صورته النهائية، مما يمكن أن يدفعه إلى شراء هذا المنتج دونًا عن أي منتج آخر.
في هذه المرحلة نجد أن الذكاء الاجتماعي هو العنصر الذي يمكنه أن يساعدنا في النجاح، لأن طريقة حديثنا مع الشخص وعرضنا المنتج له، ستكون هي الفيصل في قراره. فأنت إن قمت بالتقديم في أي وقت إلى شركة للعمل في مجال التسويق، سوف تجد أن المقابلة الشخصية يتم التركيز فيها على هذا الأمر، وأن الشخص الذي يحاورك يحاول التأكد من قدرتك على النجاح في هذه المرحلة، من خلال وضعك في موقف تخيلي يحتاج إلى استخدام مهارات الإقناع، أو غيرها من المواقف المحتملة التي يمكنك أن تتعرض لها أثناء العمل.
العلاقات العامة
الوظيفة الثالثة التي سوف نتحدث عنها، من الوظائف التي تعتمد على الذكاء الاجتماعي هي وظيفة العلاقات العامة. وفي رأيي، هي أكثر الوظائف التي تحتاج إلى ذلك، لأنها تعتمد في كل مراحلها على استخدام هذا النوع من الذكاء.
فرد العلاقات العامة دائمًا يتم اختياره طبقًا لعوامل مثل: اللباقة وطريقة الحديث، شبكة علاقاته، قدرته على التفاوض والإقناع.
وتوفر هذه العوامل لدى أي شخص، يعتمد في الواقع على الذكاء الاجتماعي في المقام الأول.
مثلًا تكوين شبكة علاقات قوية لدى الشخص، بحيث يمكن الاستفادة منها دائمًا، يعتمد في الأساس على كونه شخص اجتماعي يحب الاختلاط بالناس والتعامل معهم. كذلك حرصه الدائم على اختيار العلاقات التي تناسب طبيعة عمله.
كذلك فإن مهارات التفاوض لدى الشخص قد تساهم في حصوله على فرص أفضل للمكان الذي يعمل به. ونحن عندما ندرس التفاوض، نتعلم أن هناك العديد من الأنواع للشخصيات التي يمكن التعامل معها، وأنه يجب علينا أن نحدد طبيعة الشخصية قبل بداية التفاوض، مما يمكنه أن يسمح لنا بالنجاح. وبالتالي فإنه بواسطة الذكاء الاجتماعي يمكننا أن نفعل ذلك بالطريقة التي نتمناها.
الإعلام
الوظيفة الأخيرة التي سوف نتحدث عنها هنا هي وظيفة الإعلام، سواءً كان مكتوب أو مسموع أو مرئي. على الرغم من وجود هذا الاختلاف، إلا أن التشابه بينهم كبير جدًا فيما يخص الذكاء الاجتماعي ومساهمته في تأدية الوظيفة بالصورة المثالية المطلوبة.
فنحن نعرف أن الإعلام يعتمد على وجود علاقات ومصادر قوية وموثوق منها، يمكن اللجوء إليها للحصول على أي معلومات نريدها وفي أي وقت. كذلك بواسطة أسلوب التعامل يمكننا أن نحصل على امتيازات لا يحصل عليها غيرنا، وهذا يعتمد في الأساس على مهارة الشخص، ونسبة الذكاء الاجتماعي الموجودة لديه.
كذلك بواسطة التوظيف الجيد للكلمات، يمكننا أن نؤثر في الأشخاص بالشكل الذي نريده، مما يسمح لنا بتحقيق أهدافنا التي نعمل من أجلها.