أهمية علم الجغرافيا
ليس المقصود بالجغرافيا وصف الظواهر بطريقة سطحية بعيدة عن الواقع، وإنما هي تخصُّصٌ يُواكب التّطورات العلميّة الحديثة القائمة على القياس، والتّحليل، والرّبط، واستعمال النّماذج، والنّظريات الحديثة، إذ أصبحت تُصنف بالاتجاه التّطبيقي المُتمثل في الجغرافيا التّطبيقية، والجغرافيا الكمية القادرة على التأقلم مع كافة العلوم، فهي تستخدم هذه العلوم لخدمتها، وتتلقى منها الأمور المُفيدة لها، وفي السنوات الأخيرة شهدت الجغرافيا الكثيرّ من التّغيرات في منهاجها، ومُحتواها العلمي، وأساليبها المُعتمدة لتحقيق أغراضها وأهدافها، ومن الأمور التي أدت إلى حدوث هذه التّغيرات التّحولات الكبيرة التي حدثت بالمحتوى البشري من تطور، إذ أضحى الجغرافيون يتطرقون إلى مواضيع لم تكن معروفةً قديمًا، فاهتموا بدراسة الظواهر، والمواضيع الطّبيعيّة المتنوعة بأساليب تختلف عن الأساليب القديمة نتيجةً لاستعمالها لوسائل كمية مُتقدمة في أبحاثهم مُعتمدين على ذلك على الإعلام الآلي، والإحصاء، والنّماذج، والكيمياء، والهندسة الطّبيعيّة، وأدى هذا التّطور إلى تقدم علم الجغرافيا، ومُواكبته للتّكنولوجيا.