خطوط الطول
يسّر علم الجغرافيا حياة الإنسان ومعرفته بمحيطه وبالأرض ككل، ولعل من أبرز إسهامات هذا العلم تحديد المواقع الذي يتم من خلال خطوط ودوائر العرض والتي تنطلق كلها من نقاط مرجعية تبنى على أساسها إحداثيات المكان، ويعتبر خط الاستواء المرجع الأساسي لدوائر العرض أما خطوط الطول فتعتمد كليًا على خطّ جرينتش.
رغم أن التقدم التكنولوجيّ الذي عرفته البشرية قد سهل عليها تحديد المواقع من خلال الاعتماد على برامج تضبط المواقع والأماكن بدقة عالية فإن ذلك لم يعن الاستغناء التام عن خطوط الطول ودوائر العرض؛ لأنها تمثل المراجع المعتمدة لتحديد المواقع ويُعتمد على خطوط الطول لمعرفة التوقيت العالمي الصحيح لكل مدينة وقرية على سطح الأرض، ولا تمثّل هذه الخطوط خطوطًا حقيقية على أرض الواقع بل هي خطوط وهمية تربط بين القطبين الشمالي والجنوبي، وبالتالي فهي تمثل في الحقيقة أنصاف دوائر وهمية تُقسم فيما بينها إلى دقائق وثوانٍ فيسهل تعيين التوقيت المحلي والعالمي لأي مكان على الأرض بناء على خطوط الطول ودرجاته، وعدد خطوط الطول شرقًا هو مئة وثمانون خطًا أو درجة ويماثله غربًا، وعلى خلاف دوائر العرض التي تعتمد على خط الاستواء كنقطة مرجعية لها فإنّ خطوط الطول تعتمد على خط جرينتش كركيزة أساسية لمعرفة المواقع والتوقيت.